الابتلاء، قدر من أقدار الله ليس لنا فيه خيار الوقوع، واقع.. واقع لا محالة ولا ملجأ منه إلا إليه. ابتلاء في الرزق، نقص في الأموال، المرض، فقد العزيز، فهو قاهر عباده بالموت!
ليس لنا مهرب في هذه الدنيا ونحن راكبو قطارها من الوقوف عند تلك المحطات! فلا فرح دائم ولا حزن دائم، والتغيير، هو الشيء الوحيد الثابت في درب هذه الحياة.
ما نختلف فيه هو ردود الأفعال لتلك المحن، التي يقبع تحت كثير منها منح، فمنا من يقف عندها وتقف حياته ليختار العيش بدل الحياة وهناك فرق! ومنا من يبدأ، عند محطات الابتلاء، حياة أخرى ما كان ظانا انه سيحياها! بل وكثير مما ظننا أنه منح، كان نقمة وسدا منيعا يحجب عنا الخير الكثير، ومسرح الحياة يمتلئ بتلك الحكايا والقصص التي قد تكون شاهدها أو أحد أبطالها إن لم تلعب الدورين معا!
قد تحلم بالارتباط ولقاء شريك حياتك، لتنصهر في علاقة تنسيك شخصك وكنهك وحبك لذاتك فلا يكون الارتباط مجزيا لك، وقد تمنع نفسك عن الحب وتظن أن قلبك مقفل بمفتاح رميته منذ زمن، ليخفق قلبك للحب الحلال والارتباط فتنفتح لك أبواب حياة ما ظننت يوما أنك ستحياها!
قد تفقد وظيفة تعبت فيها وبذلت جهدا ووقتا لتبدع فيها، فتظن أن ذلك نهاية مستقبلك المهني وأنّ الله أقفل باب رزقك، ليفتح الله لك باب رزق أجمل وأكثر ملاءمة لفترة حياتك الجديدة لتدرك أن هناك الكثير في هذه الحياة لم يدرك ولم يعش بعد!
تفقد عزيزا ما ظننت يوما أن الحياة ستستمر بعده، لتستمر وتعيش وتحيا مدركا أنك بدأت تحسن رفقة ذاتك وسبر مكنونات نفسك وروحك! وأن لحظات السعادة لا تؤجل أبدا، فالموت متربص.
نبتلى بالمرض، لندرك معنى الصحة والعافية، فيحرض المرض في بعضنا أجمل مكنوناتنا حمدا وصبرا واكتشافا لقدرات مخفية، ويحرك في بعضنا الآخر سخطا وغضبا ونكرانا لنعم نغرق فيها وتناسيناها.
لذلك، ادع الله دوما أن يهبك الحكمة لتنسج رواية حياتك واصلا خطوطها ونقاطها، فمن أوتي الحكمة فقد أوتي شيئا عظيما.
[email protected]
rulasammur@