لن تسير بك دروب الحياة في خط مستقيم، ولن تكون الزهور دوما على جانبي الطريق، وما يمر به العالم الآن أكبر برهان على أن دوام الحال من المحال وأن هناك منعطفا لا بد لنا من أن نسلكه ليغيرنا من حال إلى حال، مشهد جديد نعيشه جميعنا معا ونترقب أحواله وهدوء عاصفته، العاصفة التي يكون مركزها دوما هادئا صلبا مستقرا ويزداد محيطها وبعثرتها كلما ابتعدت عن مركزها!
انظر لنفسك أولا، ما كان يقلقك بالأمس، أصبح في ذيل أولوياتك اليوم! لا شيء يضاهي أهمية الصحة وفقد العزيز والعائلة! لا شيء يضاهي نعمة الأمن والأمان والطمأنينة، لا شيء أغلى من اليقين والتسليم لأمر الله مع الأخذ بالأسباب!
اليوم، أصبحت العائلة أقرب، البيت هو الأمان، نستقبل الصباح حامدين الله أن يوما جديدا قد حل حاملا معه الأمل، نخلد لبيوتنا بسرعة لحضن الأحبة، لا فاقدين ولا مفقودين.
أصبح للوقت قيمة، ذلك الكنز المبعثر دوما، أصبح للكتاب صديق بعد ما هجره الكثيرون منا، أصبحت العيون تتلاقى أكثر، والأحاسيس أعمق، فلا شيء يقهر النفس ويفطر القلب أكثر من فقد العزيز! عندما تدرك أن اللحظة قد لا تعود، وقتها، تدرك قيمة اللحظة مع من تحب!
ظهر على الساحة من يستحق الظهور من أصحاب العلم والعمل والخلق، وتجلت إمكانات أبهرت العالم فقط لأن النار تصقل الذهب وتحرق الورق والخشب ليتحول إلى رماد.
أدرك أن، ما بعد العاصفة، سيعود، ما تبقى من الأشياء، ليحط في مكانه الحقيقي، وليس شرطا مكانه الأول!
أتمنى أن تبقى الصحة والعافية والعائلة في المرتبة الأولى من أولوياتنا.
أتمنى أن يكون البيت هو الحضن والأمان، والأهم من كل ذلك، العودة إلى جماليات ديننا، نابذين العصبية والقبلية وتفاهات الدنيا، فلقد سلبتنا متعها السعادة.
أتمنى أن يأخذ كل ذي حق حقه من أصحاب العلم والمعرفة والخلق وليس مما حطموا الأخلاق وضربوا بها عرض الحائط!
متأكدة أن العاصفة ستهدأ، وأن كل ذي قيمة سيأخذ مكانه الحقيقي، وإن لم يحصل ذلك، فلا أدري إذا من هو الفيروس في هذه الحياة؟!
[email protected]
www.growtogether.online