أحد أجمل المشاعر التي قد نصادفها في رحلة حياتنا: الحب، رزق القلوب الذي يدفئها وينقل صاحبها لعوالم أخرى، مشاعر تحرض فينا أجمل ما فينا! قد يتخذ الحب أشكالا عدة وتظهر له وجوه عدة، لعل أغربها حب الغائب الذي قد لا يعود، أو لن يعود أبدا!
حب الموجود المفقود، حب الحاضر الغائب! تلتقي بمن ينبض له قلبك نبضة مختلفة عن غيره، يملأ عينيك بريق مختلف لرؤيته، حتى ملامحك تتغير في حضرته.. شعور لا تملك عليه أمرا أو سلطانا، فنحن لا نملك القرار في همس القلوب! لكنك تدرك أن لنبضات قلبك لغة جديدة.
ماذا لو تعلق القلب بمن لم تكتب الأقدار أن يكون نصيبك، وذهب إلى نصيبه؟ أو كان أصلا مع نصيبه يعيش عالمه الخاص ولا يعلم عن قلبك شيئا، أو حتى علم؟ ماذا لو نبض قلبك نبضة مختلفة لمن هو خارج عالمك الخاص، ليس من حقك أن تبوح له أو تدخله عالمك أو تندمج مع عالمه؟ ففي القرب ضريبة أغلى وثمن أعلى!
ماذا عن حب من رحلوا عن هذه الدنيا، ووارى الثرى أجســـادهم الطـــاهرة ومــــا زالت أرواحهم تحف أحبتهم! ليزداد الشوق حــــدة والحنـــين شــــدة ولا تمـــلك من أمرك شيئا، فلقد أتقنت التعامل مع كثير من المشاعر، إلا الحــنين!
هنا، تأتي همسة العقل، الذي يهمس في أذنك مخاطبا قلبك ليقول: إن الحب ليس كل شيء، بالرغم من أنه أهم شيء ليقول لك إن الرحمة والاحترام هما أعلى مراتب الحب، ليقنعك بأن الحب قد يتخذ شكل دعوة بظهر الغيب لمن شاءت أقدار العزيز ألا يكون نصيبك، وأن الصدقة أجمل أشكال الحب لمن اختفت أجسادهم تحت الثرى وأرواحهم تعانقك، وأن في بعض البعد كل القرب لمن كان خارج عالمك! خلاصة القول: تبقى الرحمة أعلى مرتبة من الحب، ويبقى العقل سياجا يحمي بستان القلب.
www.growtogether.online
[email protected]