ورحل أجمل ضيوف السنة، رحل بكل أناقة وخفة مثلما أتى، جاء ورحل ببصمة مميزة وغريبة هذه السنة، مسحة بسيطة خلت من كل مظاهر البهرجة والزخرفة والمباهاة، مسحة تميزت بالعزلة عن كل شيء ما عدا العبادة والتقرب إلى الله، والتأم شمل العائلة الواحدة. تخللها فقد عزيز، شوق لحبيب، خوف من مجهول، بصيص أمل بالمستقبل، تغير أولويات، وحنين لزمن قريب بات من الذكريات!
أتى حاملا المودة والرحمة ورحل مودعا مطمئنا بالمغفرة، واعدا بالزيارة لا يخلف موعدا! سيدق الباب من جديد لا محالة، زائرا محملا بالعطايا، ولكن هل سيجد مضيفيه من جديد؟!
رحل مودعا فاسحا المجال لضيف جديد يحمل الفرح والسعادة كعادته في كل عام، لكنه، في هذا العام، يحمل الترقب والتململ في قلوب الكثيرين، فهي مرحلة جديدة لا نعلم ما تحمل لنا، فالعالم كله أجمع على جهله بما هو آت واتفق أنه مختلف عن كل ما فات!
قد يغيب ثوب العيد الجديد، قد تحل الدموع ضيفا في عيون من فقدوا الحبيب والعزيز والقريب، قد يستوطن القلق قلوبنا من المستقبل المبهم، لكننا موقنون بأن حكمة الله ستتجلى، وأن الشيطان يحب أن يبعث الحزن في القلوب، وأن اليسر قرين العسر، وأن كل متوقع آت وأن حسن الظن أفضل دواء وأن اليقين بأن أجمل أيامنا مازال أمامنا، كلها أمور ستعيننا على تجاوز المحنة وإدراك المنحة لنكتفي بأن أجمل أثواب العيد هو ثوب الصحة والعافية والأهل والعائلة.
دمتم بخير فكل أمركم خير.
[email protected]
www.growtogether.online