تعتبر العواطف أكبر محركات أفعالنا مهما ادعينا استخدام المنطق والعقل، ومن أحد أهم العواطف المحرضة لكل الكوامن: الانتقام! رغبة تكبلك وتحررك في الوقت نفسه! وكحال كل العواطف، وجدت لتعاش، لا لتكبت أو تقمع، لا تفسر بسوء أو خير إلا إذا أثمرت بسوء الأعمال أو خيرها!
فالحسد أو الخوف أو الغيرة، مشاعر لا يمكن تجاهلها، وإن حولها صاحبها إلى قوة لتطوير ذاته وتحسينها بدلا من تمني زوال النعمة عن الغير والسعي لذلك، لأصبح تجسيدا لأجمل معاني جهاد النفس.
الحب والكرم والجمال، إن تم تسخيره في غير محله، سيتحول نقمة على صاحبه.
والانتقام كذلك، منا من يسامح وينسى ليلدغ من الجحر نفسه مرات ومرات، ومنا من يسامح ولا ينسى، ليتعلم الدرس ويمضي في حال سبيله، ومنا من لا يسامح ولا ينسى، لتقيده التجربة بقيد يكبله ويجره للخلف وهو ظانا أنه متقدم بكبريائه وتحينه لفرص انتقام قد يكسب جولتها ليخسر حياته!
متغافلا أن أجمل انتقام هو تحويل تلك القوة الكامنة لقوة دافعة تركز فيها على نفسك لتكون أفضل نسخة منك، حتى يندم من أخطأ بحقك على فعلته! تجاهد نفسك لتواجه كل اللحظات، والأوقات والأماكن والأغاني، تزور الأماكن المرة تلو المرة حتى تألفها من جديد وتصبغها بمشاعر جديدة وتسمع الأغاني المرة تلو المرة حتى تألف اللحن من جديد، فتتحرر من كل المخاوف والارتباطات لتشعر بخفة للبدء من جديد، ومن ثم تنطلق في رحلتك لمداراة ذاتك وخلق نسخة جديدة منك تشبهك أنت حتى وإن كان قديمك هو الجديد.
ستعلمك الحياة دروسا كثيرة، وستترك بصماتها على قلبك وروحك، فاختر الدرس واختر المحافظة على جمال قلبك وروحك دوما.
[email protected]
www.growtogether.online