منذ عام 1948م وقد مر واحد وسبعون عاما على نكبة فلسطين لا يهنأ الفلسطينيون بأي مظهر من مظاهر السعادة، لا بالأعياد الإسلامية ولا المناسبات الوطنية أو ما يسمى عند المسيحيين بأعياد الميلاد إلا بالمزيد من المآسي والحسرة.
والعام الماضي (2018م) كان عاما دمويا ونكسة سياسية لا تقل عن نكبة 1948 ونكسة 1967 وخيبة اتفاقيات الاستسلام (أوسلو) 1993 وغيرها، فهذا العام حقق الصهاينة حلمهم باعتبار القدس عاصمة لدويلتهم المزعومة، وانتقال بعض السفارات الى القدس وسط صمت عربي لم يتعد البيانات المعتادة من شجب وتنديد، ولم تكلف أي دولة من الدول التي لديها علاقات مع دويلة الصهاينة نفسها قطع العلاقات معها، ولم تكلف الجامعة العربية نفسها سحب مبادرة الاستسلام المزعومة، ووسط هذا الصمت تجرأت بعض الدول التي ليس لها أي أثر في مجريات الأحداث العالمية بنقل سفارتها الى القدس، ولكن وسط هذا الظلام الدامس رأينا تحركا كبيرا للكويت في مجلس الأمن بإدانة التصرفات الصهيونية، والنجاح الكبير بعدم الاعتراف بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كمنظمة إرهابية، وهو الأمر الذي أعطى شرعية لحركة «حماس»، وكذلك، الدور العظيم الذي قام به مجلس الأمة الكويتي بقيادة رئيسه مرزوق الغانم وطرده لممثل الكيان المحتل في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي ووصفه دويلة الكيان بـ «قتلة الأطفال».
ففي عام 2018م خضب 295 مدنيا فلسطينيا بدمائهم الزكية أرض الرباط، وأصيب 29 ألفا بإصابات ما بين المتوسطة والبليغة نتيجة لرفضهم هذا الاحتلال، وهدم الاحتلال 459 مبنى، وهناك قرار بهدم 13 ألف مبنى، منها 40 مدرسة ومنشأة تعليمية، وشهد العام نفسه 69% زيادة في اعتداءات المستوطنين الصهاينة على الشعب الفلسطيني المقاوم بـ 265 اعتداء.
ويعيش نحو مليون و300 ألف فلسطيني في قطاع غزة تحت خط الفقر وبنسبة بطالة تعدت 53%.
والكارثة الكبرى التي استجدت في العام 2018م هي وصول المساعدات إلى أدنى مستوى لها منذ النكبة، فقد طالب ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مبلغ 540 مليون دولار لم يحصل منها إلا على 21 مليون دولار فقط!
إن عام 2018م المنقضي يعتبر عاما كارثيا على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، لذلك يتطلب منا أن نتحرك جميعا لإنقاذ فلسطين والقدس، وإلا أصبحنا آثمين لعدم تحركنا لدعم هذه القضية العادلة.
ومما يدمي القلب خروج عدد من السياسيين العرب أو الطارئين على العمل السياسي والمغردين بضرورة التطبيع مع الدويلة الصهيونية، متناسين الدماء والآلام والحسرة على ضياع القدس.
وما يزيد الطين بلة أن يطالب بعض المغردين في الكويت بالتطبيع مع الصهاينة، متحدّين المرسوم الأميري في 6 يونيو 1967 بإعلان الحرب مع دويلة الاحتلال، ومتحدّين الدولة ومجلس الأمة باعتبار دويلة الصهاينة دولة احتلال، ويجب على أجهزة وزارة الداخلية التحرك ضد هؤلاء باعتبارها قضية أمن دولة حسب القانون (31 لعام 1971) الذي يقضي بالحكم بالحبس المؤبد لكل من تعاون مع دولة معادية أو دولة في حالة حرب معها.
يجب علينا أن نتصدى لكل من يريد أن يسلخ الكويت من محيطها الإسلامي والعربي، ونحن كبلد إنساني ومركز إنساني عالمي يجب ألا نسمح لكل من هب ودب بأن يحاول التخريب على بلدنا بهذه الدعوات المشبوهة.