في التاسع عشر من يونيو 1961 وقّع المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمه الله تعالى، اتفاقية إلغاء الحماية البريطانية والتي وقعت في عام 1899.
ومنذ التاسع عشر من يونيو 1961 انتهجت الكويت بناء الدولة الحديثة ومن أولى هذه الخطوات هو طلب سمو الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، إقرار دستور للبلاد، يكون الدستور نابعا من الشعب، وتقرر عمل انتخابات لاختيار ممثلين من الشعب يصيغون الدستور الدائم للكويت وانتخاب المجلس التأسيسي وذلك لإقامة نظام ديموقراطي وإقرار الدستور.
واستمرت الكويت في بناء الدولة الحديثة ومن أسس بناء الدولة هو العمل على رفاهية المواطن الكويتي، فقد ضمن الدستور وبرغبة من أمير البلاد الراحل السكن والتعليم والعلاج وحرية إبداء الرأي.
ولم تنس الكويت انتماءها العربي والإسلامي فأنشأت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وهو صندوق مالي كويتي تأسس في 31 ديسمبر 1961 لتوفير وإدارة المساعدات المالية والتقنية للدول النامية وهي مؤسسة مساعدات والأولى من نوعها لكونها منشأة من قبل دولة نامية.
وقد أتى ذلك كرسالة من الشعب الكويتي تقول إنه بالرغم من أننا على موجة التغيير إلا أننا لن ننسى أصدقاءنا المحتاجين، وبرزت الروح القومية للكويت بمنع التعاون مع المحتلين الصهاينة لدولة فلسطين والحرب على ما أطلق عليه المرسوم الأميري اسم العصابات الصهيونية في فلسطين وشاركت الكويت في كل الحروب العربية وقدمت العديد من الشهداء، وترفض الكويت دخول أي مواطن صهيوني إلى أراضيها أو التعامل بشكل مباشر أو غير مباشر مع جميع المعاملات التجارية الصهيونية.
وكانت للكويت المبادرة بفكرة مجلس التعاون 1981 والجانب المحلي فقد استمرت الدولة بالبناء حيث أنشأت الطرق السريعة والمناطق السكنية وأنشأت المستشفيات واصبح الشعب الكويتي من أكثر شعوب العالم رفاهية بحمد الله ويتمتع الشعب الكويتي بالحرية المسؤولة.
ونظرا لما قدمه الشيخ عبدالله السالم الصباح للكويت الحديثة فقد أبى الكويتيون إلا أن يغيروا الاحتفال باليوم الوطني إلى يوم جلوس سموه رحمه الله عرفانا لسموه لما قدم للشعب الكويتي.
وفي السادس والعشرين من فبراير 1991 خرج الشعب الكويتي كافة فرحا بعد التخلص من الغزو العراقي الغاشم بكافة أطيافه متناسيا كل الفروقات الاجتماعية والطائفية وكان هذا التوافق نتيجة لسبعة أشهر من القهر والعدوان.
إن الغزو حاول اللعب على وتر الطائفية ولم ينجح ورأى هذا الشعب الصغير بحجمه الكبير بعطائه الخيري وقف وقفة رجل واحد في وجه المعتدي.