تحتل المزحة والنكتة مكانة مرموقة في أي تجمع أو مشهد حتى صار البعض منا معروفا بالظل الخفيف الذي يوزع الضحك والمزاح على أرجاء المكان الموجود به بموهبة يمتلكها بحيث يتمتع بالموازنة بين المرح واحترام آدمية وشعور الحاضرين وهو أمر محمود.
ولكن الأمر غير المقبول وغير المنطقي أن تخرج تلك المواقف والنكات من شخص لا يتمتع بخفة الظل أو احترام الغير فتجده متنمرا بدلا من أن يكون مضحكا فتجده ينتقص من كرامة ذلك واحترام ذاك دون الإحساس بالآثار السلبية التي سوف تترتب من تنمره على المستوى النفسي والسلوكي تصل الى الانتحار في بعض الأحيان على المتنمر عليه وهذا ما حدث مع المراهقة صاحبة الخمس عشرة ربيعا عندما تم التنمر عليها بسبب ملامحها غير العربية، والأمثلة على ضحايا المتنمرين كثيرة، أقلها تأثيرا زعزعة الثقة بالنفس حتى تصل في بعض الأحيان إلى الانتحار كما ذكرنا سالفا.
مشكلة التنمر ليست وليدة اليوم بينما عدم الاحترام والانتقاص من شخص الإنسان هو الجديد بسبب غياب الوازع الديني والأخلاقي أو في بعض الأحيان غياب القدوة، فتجد المتنمر قدوته شبه فنان أو بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين تكونت شهرتهم من السخرية والانتقاص من آدمية الناس.
آثار التنمر النفسية ليست بالهينة أو البسيطة على المتنمر عليه وكذلك المتنمر في الوقت نفسه يعاني أيضا ولكن من ضعف شديد في شخصيته يعوضه في الانتقاص من غيره.
فلذلك يجب الالتفات الى تلك القضية قبل أن ننشئ جيلا مدمرا نفسيا.
٭ على الهامش: «لسانك لا تذكر به عورة امرئ.. فكلك عورات وللناس ألسن» الإمام الشافعي.
[email protected]