عدنا وعاد العام الدراسي بتطلعات وأمان بأن تكون سنة أفضل من التي كانت قبلها، وبتطلعات بأن يجتهد المتعثر من أبنائنا الطلاب ليكون العام السابق ماض غير قابل للرجوع بمجهود أولياء أمورهم ومدارسهم، فأولياء الأمور في هذا الزمان هم الطالب والمعلم وأحيانا الإدارة المدرسية ولهم العذر في هذا الأمر بسبب أمنياتهم بأن يكون أبناؤهم أفضل الناس، وهو حق غريزي من الطبيعي أن يكون في أولياء الأمور، فجميلة الأمنيات والأجمل تحقيقها، وهنا يأتي مربط الفرس بالسبيل إلى تحقيق تلك الأمنيات بجعل الابن أفضل الناس «فعليا» سواء كان خلقا أو أدبا أو دراسيا أو جميع ما سبق ذكره.
وفي سياق أولياء الأمور وأمنياتهم تذكرت زميلا عندما كنت طالبا وتحديدا في المرحلة المتوسطة - وذلك من سنين طويلة مضت - بمشهده وهيأته الماثلة أمامي الآن، حيث كان الوحيد الذي يحمل حقيبة «الأطبة» واضعا بها كتبه بدل الحقائب الاعتيادية أو الشريط المطاطي «سير الكتب» الذي يتميز به الطلاب المشاغبون أو من يريد أن يحذو حذوهم.
وتدور الأيام حتى علمت أن زميلنا صاحب الحقيبة الطبية أصبح طبيبا، بل من المتميزين اليوم في تخصصه.
وبعد كل هذه السنين والأيام علمت أن صاحبنا لم يصبح طبيبا في يوم وليلة، بل كان بغرس من ذويه لا شعوريا كبر وتأصل فيه فكان من المرحلة الابتدائية غرس ذويه فيه الغاية فقط تكون بنيل الدرجات النهائية وفي المرحلة المتوسطة والثانوية حب التميز عن أقرانه.
أما الحقيبة الطبية فكان لغرس حب الطب لتتقاطع أمنياتهم بمجهوده ليصلوا إلى غاية أمنياتهم ليتوج جهد سنين طويلة بتحقيق الأمنية.
٭ على الهامش: المعادلة التي لم ولن تتحقق إلى الآن هي بالتمني والوصول إلى أعلى المستويات دون جهد أو عمل.
[email protected]