ننعم هذه الأيام بجو مثالي كفيل بأن يريح الأعصاب ويحث على التفكير في كل ما هو جميل، وأفضل ما في هذه الأجواء اغتنامها بالجلوس في الهواء الطلق مع الأهل والأحبة مثلما تفعل بعض الجاليات، والجو الجميل لا يأتي إلا بأجمل الحديث وأفضل الذكريات خصوصا عند ملاقاة أحد أصدقاء أيام الشقاوة و«الشطانة» ليطغى على الحديث أكثر الأصدقاء شقاوة في تلك الأيام، ومثلما أوصلتنا النسمات الى الماضي، أرجعتنا تلك النسمات الى وقتنا الحاضر لتتم مقارنة بين شقاوة السابق والوقت الحالي لنتفق على زيادة العنف حتى أصبح لا تخلو نهاية أسبوع من حدث هنا وهناك من أحد الشباب، والمؤكد في الغالبية العظمى للحالات سبب تافه أو منحرف، فما أسباب حالة العصبية التي وصلت الى الحد الذي لا يحتمل الشخص اقل كلمة من أي شخص حتى انتهت قضية الاحترام وبدأت قضية عدم احترام القانون الذي عمل على تسلل الخوف لقلوب نسبة لا يستهان منها من الناس، ولحل المشكلة يجب في البداية الاعتراف بها وبمسببها، دون هروب طرف وتنصل طرف من مسؤولية ما آل إليه المجتمع بسبب تشابك أطراف أسباب العنف وتعدد مكوناتها، فبالبداية، المتسبب بهذا العنف الاسرة وابتعادها عن الاهتمام بالأبناء بالصغر والابتعاد عن رقابتهم في الكبر، ناهيك عن التفكك الأسري وكذلك المدرسة وهشاشة القوانين التي تردع الطالب العنيف، والإعلام الرسمي ودوره المتواضع في حل المشكلة والمحسوبية التي قللت من سطوة القانون، والطامة الكبرى من هذا كله برمي كل طرف باللوم على الآخر.
المشكلة حللها مسؤولون من الأطراف المعنية من أساتذة علم نفس والتربية ليصلوا إلى محصلة مسؤولية جميع الأطراف الآنفة الذكر، منتظرين تدخلا حكوميا أو القضاء على أخلاق بقية لدى البعض.
الحلول ما زالت موجودة، وليس من الصعب تطبيقها، ولا تحتاج الانتظار من أحد لتطبيقها
على الهامش: قالوا قديما «من أمن العقوبة أساء الأدب».
[email protected]