استعرضت في مقال «قبل الضياع - 1» أهم أسباب العنف المنتشر هذه الأيام في البلد إلى عوامل الأسرة، المدرسة، الإعلام الرسمي، وضعف سلطة القانون بسبب الوساطات.
وتلك الأسباب تم جمعها من مقابلات ودراسات أساتذة علم نفس وتربية ورجال قانون نتأمل منهم الإخلاص والجدية بحل المشكلة - وهم ان شاء الله كذلك - فإذا رأينا المشكلة من منظور تربوي نفسي نجد الاسرة يجب عليها عرفا وشرعا وأخلاقيا الاهتمام بالأبناء منذ فترة الطفولة الاولى (من المولد الى 6 سنوات) بغرس القيم والمتابعة الحثيثة القريبة لحياة الطفل والإرشاد المستمر لنشأة نفسية صحية، حيث الطفل في هذه السن المبكرة كالإسفنجة بامتصاصها كل شيء أمامها، بل ذهب بعض المختصين التربويون بأن شخصية الطفل تتشكل في هذه السن المبكرة التي سيسير عليها طيلة حياته، تلك السن التي لا يريد منها الطفل سوى الاهتمام والقدوة الحسنة.
أما بالنسبة للمدارس وسطوة القانون والإعلام الرسمي فهي مسؤولية الدولة بالمقام خاصة باننا دولة فتية، تفوق فيها نسبة الشباب الـ 60% حسب إحصاء عام 2012.
فبدلا من التفصيل في دور كل جهة وهي أعلم بدورها في الحد من ظاهرة العنف، العزم على النهوض من تقاعسها اتجاه حماية الشباب بتوجيههم التوجه الأمثل لما يفيدها بتطور مواردها
فالأندية الرياضية جهة احتواء للشباب بشغلهم بما ينفعهم بدنيا ولكن بالحقيقة نجد الصراعات في الأندية أبعدتها عن مهمتها الأساسية من الاهتمام بالنشء إلى إقحامهم بتلك الصراعات والنتيجة التقهقر بجميع الرياضات.
والنادي العلمي ليس افضل حالا من الأندية الرياضية بسبب التطور البطيء في المعدات والأدوات، والزائر لهذا النادي مؤخرا أو قبل 20 عاما يجد هذا التطور المحدود واضحا.
الكثير حاول حل مشكلة العنف والتراجع الأخلاقي في البلد ويشكرون على مجهوداتهم وتلك المجهودات لا تكلل إلا بإحساس الدولة الجاد بالمشكلة وتهيئة بدائل للشباب تفيدهم من ناحية وتشغلهم بما ينفعهم، لأننا بدأنا مرحلة ضياع الشباب التي أرجو كغيري بألا تستمر تلك المرحلة.
[email protected]