يتفاعل الشعب الكويتي منذ القدم مع أي حدث جديد يطغى على الساحة، بغض النظر عن الحدث، سواء كان سياسيا او رياضيا او اقتصاديا او اي مجال من مجالات العلوم المختلفة ليدلي كل من على هذه البسيطة بدلوه سواء المتخصص منهم أو الذي لا يعلم من الثقافة غير اسمها، الا ان طبيعة المجتمع تحتم على الفرد التحدث حتى بما لا يعلم.
وتطور هذا التفاعل مع الاحداث الجديدة بالبحث عن كل ما هو جديد لتحل الفضائح وانتشار مقاطع يندى لها الجبين ليكون الحدث الذي يطغى على الساحة الشعبية.
والعجيب ان المقاطع المشينة تنتشر كالوباء بسرعة قياسية لا تتعدى كثيرا من الأحيان اليوم والليلة لتصل الى المهتم وغير المهتم بهذا النوع من الأحداث والمقاطع سيئة الذكر، ليبدأ التحليل بأن هؤلاء قلة تريد العبث بأخلاقيات الشعب، وغيرهم حلل بأن هذه حرية شخصية والآخرين ألقوا اللوم على من يصورون وينشرون هذه الفضائح، ولكن جميع أبطال هذه المقاطع يتم القبض عليهم بسرعة قياسية، يشكر عليها رجال الأمن، ويتبادر الى الأذهان سؤال مهم لجهاز الأمن بالداخلية اذا كانت تحريات جهاز الأمن بهذه الكفاءة، فأين هذا الجهاز من تجار الاغذية الفاسدة وكبار تجار المخدرات والقاتلين والمهربين وكل ما تطوله أيديهم من المال العام والقضايا التي تملأ الصحف يوميا والفارغة من جناتها ؟! واسئلة كثيرة ليست لها إجابة الا لدى القائمين على حفظ أمن البلد.
لم أكن في يوم من اصحاب نظرية المؤامرة ولكني احتاج الى اجابة كغيري لديه السؤال نفسه، ما سر تزامن انتشار المقاطع المشينة مع وجود مشكلة كبيرة كالمشكلة الحالية في نزول أسعار النفط الى معدلات لم تصل اليها منذ 5 سنوات، مهددة الاقتصاد العام للبلد وهذا ما انعكس سلبا على سوق الأوراق المالية «البورصة»، أهو شيء موجه أم المصادفة هي التي ولدت هذ الامر أم أصبحنا شعبا لا يهتم بكل ما يهم الشأن العام ونهتم بالفضائح وسفاسف الأمور؟!، ولكن الأكيد لكل وضع له مستفيدوه.
على الهامش: مع أني لست من مشجعي النادي العربي، الا ان التفاعل الذي حدث مع فوز النادي العربي أسعدني بسبب طغيان موضوع محترم على مقاطع مشينة.
[email protected]