انتفض المجلس الاعلى للتربية والتعليم في فنلندا بعد تراجع تصنيفها التربوي عالميا من المركز الاول الى الثالث خلف سنغافورة والصين حسب التصنيف العالمي لاختبار بيسا pisa.
وكما نهضت بالتعليم العام من الثمانينيات الى عهد قريب بتحويل طريقة التعليم من أسلوب التلقين والحشو الممل الى طريقة المناقشة والبحث العلمي عن طريق تدريب وتعليم الطلاب عن كيفية طرق البحث حسب المرحلة الدراسية.
واليوم تعود فنلندا بتغيير حسب ما صرحت به تشير ليزا بوجولينن التي تتولى مهام قيادية في عملية إصلاح طريقة التعليم بإلغاء بعض المواد الدراسية مثل التاريخ والجغرافيا والرياضيات بحيث تدرس من خلال الظواهر والمواضيع.
وقد بدأت التجربة بالفعل في المرحلة الثانوية في مدارس العاصمة هلسنكي بإلغاء تدريس التاريخ والجغرافيا بحيث يتم تدريس المراد معرفته من خلال موضوع معين.
فعلى سبيل المثال وقياسا على المناهج بالبلد، بدل تدريس موضوع الغزو العراقي «الصدامي» - كما هو موجود في مادة الاجتماعيات - بسرد تاريخي ممل، يتم تدريسه كموضوع متكامل بحيث يقوم الجانب التاريخي بذكر التواريخ المهمة والجانب العلمي بالتأثير السلبي للتربة وتفكيكها والأحماض التي تكونت من احتراق الآبار وبالإمكان إشراك الرياضيات كذلك عن طريق معرفة نسب وحساب الخسائر التي خلفها ذلك الغزو، حيث في النهاية قام النظام التعليمي الجديد بتدريس أكثر من علم في موضوع متكامل لكي تكون المحصلة النهائية دروس ممتعة بفائدة أعم.
والأهم من هذا أن النظام الذي أتوقع نجاحه واعتماده بكثير من الدول كعادة الأنظمة التعليمية الفنلندية، أقل تكلفة بسبب دمج أكثر من مادة بكتاب واحد بجانب دمج أكثر من قسم علمي بقسم واحد، مما يؤدي إلى تقليل الهيئة التدريسية كذلك.
لدي قناعة بأن أبناء بلدي باستطاعتهم عمل الكثير، لكن أين من يترجم أفكارهم.
على الهامش: إشراك ولي الأمر بالعملية التعليمية يكون قبل العام الدراسي بإعطائه إرشادات مدروسة مصدرها مصممو المناهج لكي يكون ضلعا فعالا في مثلث العملية التعليمية.
[email protected]