تحول التعليم وتغير شكله كما تغير الكثير من المشاهد وذلك لمواكبة ومجابهة الجائحة، ليتحول معها التعليم من تقليدي إلى إلكتروني في جميع المراحل ابتداء من أغسطس وأكتوبر المقبلين، ليبدأ عصر جديد للتعليم مع نوع وشكل من أشكال التعليم سنعاني في بداياته بسبب حداثته بالمقام الأول وللطبيعة الإنسانية وخاصة الشرقية بالتخوف مما هو جديد، ونحن معذورون في هذا التخوف.
فالتعليم عن بُعد أو الإلكتروني مهما كان متقدما ومتطورا يعتبر في النهاية تعليما بديلا عن التعليم التقليدي الصفي الذي يكون التفاعل فيه مباشرا مع الطالب وملاحظا للفروق الفردية التي تعتبر جوهر وأصل العملية التعليمية، ناهيك عن مراحل التعليم الأولى في المرحلة الابتدائية وطبيعة الطفل الحركية المحبة للعب باستمرار والتي تتطلب تربوياً يعرف كيف يسخّر هذه الحركة ويوجّهها نحو التعلم.
الكل عليه مسؤولية في ظل الظرف الاستثنائي الذي يمر به العالم أجمع وإن كانت المسؤولية الأكبر ستقع على أولياء الأمور في المقام الأول بالمتابعة الحثيثة لطلاب مرحلتي المتوسط «الإعدادي» والثانوي لتتضاعف مع المرحلة الابتدائية، فهناك صعوبة تصل إلى الاستحالة وهي تعلّم تلميذ الصف الأول ذاتيا في غياب مختص يتابعه أو على أقل تقدير شخص راشد يكون معه خطوة بخطوة حتى يتم تأسيسه بالشكل الصحيح.
نحن في مرحلة شاء القدر أن نعاصرها بجميع أبعادها وإرهاصاتها لا نملك إلا التعامل معها بشكل يضمن أقل الخسائر فلا نجعل أبناءنا الخاسر الأكبر في هذه المرحلة.
٭ على الهامش: كيفية التعامل مع الكوارث والمحن سر تطور الحضارات والأمم.
[email protected]