كحال أي إنسان يعيش على ظهر هذه البسيطة ومعرض للإصابة بفيروس كورونا، شاءت القدرة الإلهية أن أكون أحد المصابين رغم الاحتياطات الوقائية التي أتبعها ولكن كما يقولون لا يغني حذر من قدر.
فأنت لا تعلم من اين يأتيك هذا المرض خصوصا اذا كان لديك في أسرتك الكبيرة أطفال او مراهقون ممن تكن أعمارهم دون الثامنة عشرة حباهم الله بمناعة من عنده تجعل من يصاب منهم لا تظهر عليه الأعراض ولو ظهرت تكون غير ملحوظة، وعليه فإن هذه الفئة بالذات أشبهها بالألغام التي ممكن أن يقع بها الإنسان دون ان ينتبه.
فمن الممكن أن يأتيك ابنك أو ابن أخيك أو لأختك ويكون حاملا للفيروس دون أن يعلم ويجالسك بعد السلام عليك ومن ثم يذهب هو ويبقى الفيروس معك وعندها تبدأ رحلتك مع كورونا.
في بداية الأمر شككت بالأعراض وبعد أن فحصت وتأكدت إصابتي في اليوم التالي فرحت وصرت أهزأ بها قائلا: أهذه كورونا التي يقولون؟!
وصارت الأعراض المزعجة تتتابع ما بين صداع وحرارة مرتفعة وألم في كامل مفاصل الجسد، نكافحه بالمسكنات والمقويات إلى أن جاء اليوم السادس ليعلن الفيروس تغيير خطته والدخول في مرحلة جديدة بعد أن اتجه إلى الرئتين.
في بداية الأمر توجهت إلى مستشفى الفروانية بسيارتي وكانت الصدمة بعد أن وصلت لقسم الحوادث المخصص لمرضى كورونا أنه يجب علي إيقاف سيارتي في خارج المواقف المغلقة وأن أمشي مسافة 100 متر على الأقل وأنا اشعر بضيق تنفس حتى أصل للمستشفى.
وبعد أن وصلت بشق الأنفس تم عمل أشعة للصدر وأخبروني بأن حالة الصدر ليست سيئة وطلبت أنا منهم إعطائي كمام لتوسعة الشعب الهوائية وبعدها وصف لي الطبيب مضادا تسلمته من الصيدلية.
في طريقي للصيدلية مررت بالعديد من المراجعين والموظفين غير الملتزمين بالكمام والشروط الوقائية.
في اليوم الذي يليه ازداد الوضع سوءا وطلبت من شقيقي أخذي لمستشفى جابر وكان ذلك في يوم الخميس مساء والذين بمجرد ما عملوا أشعة على صدري أدخلوني الجناح وبدأوا في إعطائي المضاد عن طريق الوريد.
في اليوم التالي فوجئت بأن طبيب الخفارة ألغى المضاد المقرر لي وعلى الفور طلبت مقابلته ليتصل بي على هاتف الغرفة بعد ثلاث ساعات من الإلحاح وبعد الاستفسار منه عن السبب أفاد بأنني أرى أن حالتك أفضل، عندها سألته: هل هو صدري أم صدرك يا دكتور؟ وهل انت من يضيق نفسك أم أنا؟! وعليه أجابني: حاضر سأعيده لك وكأن الأمر حسب طلب الزبون، وفعلا استمر المضاد 5 أيام.
في اليوم الثاني طلبت من الممرض أن يضع لي الأكسجين ولم يكن ذلك بأمر من أحد الأطباء واستمر معي إلى آخر يومين.
في مستشفى جابر كنت أصلي في اليومين الأولين باتجاه مخالف للقبلة لعدم وجود ما يدل عليها في الغرفة ولعدم معرفة الممرضين كون غالبيتهم من الجالية الهندية المسيحية.
أيضا الأكل لم يكن له علاقة بالمرضى كما انه أحيانا يكون شديد الملوحة وهو ما أثار استغرابي، والأمر الأكثر غرابة حينما تكون تعبا وتقرع الجرس يقوم الممرض بالاتصال عليك في الغرفة، ليسألك هل تريد شيئا؟!
فهل افترض الممرض أن كل مريض يستطيع الإجابة عن الهاتف أو أنه يستطيع التحدث وشرح طلبه باللغة الأجنبية خصوصا أن المريض يعاني من ضيق في التنفس، ناهيك عن الإزعاج الناتج من حديث الممرضين مع بعضهم بعضا في مقر الاستقبال المخصص لهم بعدما يخلو المستشفى مساء خصوصا الجالية الآسيوية.
ختاما، نحمد الله على العافية ونسأل الله السلامة للجميع ونأمل الالتزام بالاشتراطات الوقائية والتطعيم خاصة مرضى الجهاز التنفسي، فالوضع خطير ولا مجال للتهاون، كما نأمل من إدارة المستشفى تدارك تلك الملاحظات.
[email protected]
al7armal@twitter