حينما تدخل إلى أي بلد في العالم، خاصة إذا كنت مسافرا عن طريق البر، أول ما يلفت انتباهك هو الثقافة المرورية لأهل هذا البلد، ومدى التزامهم بقواعد وآداب الطريق ومدى رقي أخلاقهم.
معظمنا، ولله الحمد، جرب قيادة السيارة في العديد من البلدان الغربية سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة وغيرها، فعلى سبيل المثال لو دخلت إلى بلد ووجدت أن معظم السائقين لا يلتزمون بقواعد المرور في الطريق ويقودون سياراتهم بتهور ورعونة دون وجود رادع لهم سواء من الناحية الأخلاقية في التعامل مع السائقين الآخرين أو بسبب اختفاء سيارات الشرطة المنظمة لحركة الطريق، ستعلم وقتها انك في بلد متخلف كحال معظم بلداننا العربية والبلدان الأخرى التي لا تقل عنا تخلفاً، إلا من رحم الله، أما لو أنك وجدت أن الجميع يقود سيارته متقيدا بالأنظمة دونما التنقل عشوائيا بين حارات الطريق ستعلم وقتها أنك في بلد يحترم القانون وأنت تتعامل مع شعب راق.
من الأمور التي لفتت انتباهي في إحدى الدول الأوروبية، انتشار ثقافة واحد بواحد المرورية والتي يتم استخدامها وقت الذروة وعند الاختناقات المرورية، فعندما يكون الطريق مزدحماً وتكون هناك مداخل ومخارج لهذا الطريق لا يتم التعامل معها بعقلية «من سبق لبق» أو أن تؤخذ بعقلية العناد بين السائقين، ما يسبب بعض الحوادث أحيانا أو عرقلة الطريق، وإنما يكون هناك اتفاق ضمني متعارف عليه بين الشعب وهو أن تمر سيارة من طرف مقابل سيارة أخرى من الطرف الآخر، وكل يحترم هذا الاتفاق، ما يجعل الطريق يسير بانسيابية حتى لو كان مزدحما، فيا حبذا لو انتقلت تلك الثقافة إلى بلداننا العربية والكويت خاصة.. الجميل في الأمر أنك لو خالفت هذا الاتفاق الضمني في الشارع تجد الجميع يهاجمك، وفي نفس الوقت تنكشف أنك لست من أهل البلد.
٭ الإدارة العامة للمرور: تعتبر الإدارة العامة للمرور من الإدارات المهمة التي تتعامل مع الجمهور بشكل واسع، خاصة عند حدوث عملية بيع سيارة بين طرفين فيجب على الطرفين التواجد عند موظف المرور لنقل الملكية بعد التأكد من تسلم البائع للثمن، والسؤال هو: لماذا لا توجد آلة لعد النقود عند موظف المرور حتى يتأكد من قيمة المبلغ ويكشف إذا ما كانت هنالك أوراق نقدية مزورة، أو أن يتم اشتراط البيع بشيك مصدق من البنك بالثمن المتفق عليه، وذلك لرفع الحرج عن الطرفين وتفادي للعديد من المشاكل، خاصة في مجتمعاتنا؟
٭ شكر خاص: شكر خاص لمدير الشؤون الإدارية والفنية في منطقة الفروانية التعليمية فهد حجاب الحيان، لتطبيقه سياسة الباب المفتوح مع المراجعين وعدم تعطيله لمصالحهم بحجة الاجتماعات الوهمية التي يلجأ إليها البعض، ونأمل من جميع مسؤولي الدول الاقتداء به والحذو حذوه.. كثر الله من أمثالك.
[email protected]
al7armal@