منذ صدور مرسوم الصوت الواحد ونحن نعيش انقساما في الكويت ما بين مشارك ومقاطع للانتخابات، فلا تجد بيتا او ديوانا أو دائرة حكومية أو حتى مجمعا تجاريا يخلو من فريق برتقالي وآخر أزرق، وقد يبدو الأمر طبيعيا في بدايته كونه اختلافا في وجهات النظر، فكل ينظر للأمر من زاويته وفقا لثقافته والأفكار المتراكمة في رأسه على مر السنين، إلا أن الأمر تعقد وأخذ منحنى آخر ومنعطفا خطيرا بعد أن بدأ بعض أعضاء الطرفين في تخوين الآخر وإلقاء التهم جزافا على بعض حتى وصل الأمر الى التشكيك في الولاء والوطنية والانبطاحية والتخاذل وبيع الوطن بين الطرفين.
وعليه، وبما أننا شعب يفتقر إلى ثقافة الحوار ولا يجيده أو يقبله، بل إننا شعب لا يقبل الآخر أو يتعايش معه فكيف يقبل بحواره؟! فإنني أوصي الطرفين وبشدة بعدم الخوض في هذا النقاش مع زملاء العمل على وجه الخصوص، فحين تتحاور في البيت مع احد أفراد أسرتك فمهما عظم الخلاف بينك وبين الطرف الآخر ستظلان في نهاية الأمر أسرة واحدة، وحين تتحاور مع أصدقائك في الديوان فتسظلون أصدقاء مهما كان الخلاف، أما زميلك في العمل والذي تقضي معه جل ساعات النهار وتشترك معه في مهام كثيرة تساعده ويساعدك فيختلف الأمر معه، فزميلك هذا أتى من بيت مختلف وبيئة مختلفة ليست بالضرورة مشابهة لبيئتك وتفكيرك، بالإضافة إلى انه لم يترعرع معك في حي واحد حتى يفهمك أو يحسن الظن بك حينما تهفو هفوة بغير قصد أو تبدر من أحدكما كلمة فتخسره أو يخسرك وفي نهاية الأمر أنتما الاثنان مضطران للحضور للعمل والالتقاء والاشتراك به، وحتى لو حدث خلاف وانتهى فلن تكون النفوس كما كانت عليه بالسابق، لذلك أتمنى من الجميع في العمل نسيان كلمة مقاطع أو مشارك ورفع شعار «مشاطع».
[email protected]
twitter@al7armal