الثريد والتشريب هما اسمان لأكلة واحدة تعتمد على تقطيع الخبز ويسكب عليه المرق لتكون وجبة لينة وقد اخترعها الأولون لتكون وجبة سهلة المضغ والبلع لكبار السن.
هناك أكلة تنفرد بها قبيلة عنزة عن باقي القبائل تسمى «الخميعة» ولا تختلف عن الثريد والتشريب كثيرا إلا بمكون واحد فقط وهو الحليب الذي يسكب فوق الخبز والتي تسمى حاليا «أم علي».
من الحكايات القديمة والطريفة عن تلك الأكلة قصة العجوز الذي كان يرافق مجموعة من الشباب في رحلة برية وكان غذاؤهم عبارة عن الخبز البري الذي يطلقون عليه اسم «جمرية» والبعض يسميها «حرف» ويتم خبزها بطريقة الدفن في الرمل وتغطيتها بالجمر الخفيف وعادة ما تكون خبزة يابسة نوعا ما.
لقد كان العجوز يطلب منهم أن (يخمعوا) الخبز لعدم وجود أسنان وحين ضاقوا به ذرعا بسبب طريقة أكله بالبلع وليس بالمضغ والتي تشبه طريقة الثعبان بالأكل فالثعبان لا يمضغ أبدا.
حينها قرروا أن يوزعوا تلك الخبزة بالتقطيع بينهم وعدم خمعها أو ثردها ظنا منهم أنه لن يقدر على أكلها وحين أعطوه حصته من الخبزة اليابسة قال لهم ضاحكا «إن ثردو فهذي منية الفتي وأن حورفو عمك صبي حروف».
كلنا نعرف أن بعض المعترضين على نظام الصوت الواحد متأكدون من بعدم نجاحهم لأنهم لا يستطيعون إقناع الناخبين بطرحهم وأنهم يريدونها كما يريدها الرجل العجوز الذي يتمنى الثريد ليسكب عليه بعض المرشحين من مرق أو حليب أصوات مجاميعهم ويلتهمها كما يلتهم الثعبان فريسته.
أدام الله من كان همه مصلحة الناس ولا دام من يريد مصلحة ثعابين الانتخابات التي لن تنجح دون ثريد..
[email protected]