عندما قال الشاعر: «لا تنه عن فعل وتأتي مثله ** عار عليك إن فعلت عظيم» حتما فإنه قد قالها كنصيحة وتحذير لشخص ما لا نعرف ما الذي كان يفعله وينهى عنه ولكنه حذره بأن الناس قد اكتشفوا عدم صدقه بالنهي الذي يتشدق به.
لنترك شاعرنا والقصة التي لا نعرفها وكتب بسببها ذلك البيت الشهير ولنأخذ البيت ونحاول أن نسقطه على واقعنا الذي نعيشه حاليا فالجميع حاليا من كتاب وشعراء وفنانين وسياسيين شخصيات عامة لديهم حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة «فيسبوك + تويتر» وغيرهما.
وقد لاحظ الجميع شكوى المتواجدين في تلك المواقع من الأسماء المستعارة التي تهاجمهم ولن ألوم من يشكون من هذا الأمر فهناك منافسون وحاسدون لهم في مجالاتهم وهذا شيء طبيعي جدا ولكن عليهم أن يتذكروا ذلك البيت ويضعوه أمام أعينهم دائما.
فليس من المقبول ان تشتكي من الأسماء المستعارة التي تهاجمك وفي الوقت نفسه تبحث عمن يثني عليك منهم وتعيد نشر كلمات المديح فيك ونكتشف بعد فترة أنك ترعى حسابات تهاجم خصومك، ففي هذه الحالة انت تطبق على نفسك ذلك البيت عن النهي وفعل العار حرفيا فليس من المقبول أن تشتكي من أمر تفرح به.
فإن كنت لا تقبل الهجوم من البيض الفاسد في الحسابات الوهمية فعليك ألا تقبل كلمات المديح والثناء منهم فربما كانت هذه الحسابات بيضا أنت من يملكه وقد «رك» عليه غيرك حتى فقس فانتبه من «فروخ الديبان» التي أصبحت وبال شر عليك وجلبت لك العار الذي تنهى عنه وتشتكي منه وفهمكم كفاية.
أدام الله من كان صادقا فيما ينهى عنه ولا يفعله ولا دام من يبحث عن العار فيما يقول ويفعل.
[email protected]