يقول المصريون حكمة جميلة يجب أن يعيها الجميع ويطبقها فورا مع كل من يعرفهم، فهم يقولون «اعرف صاحبك وعلّم عليه» ويقصدون بـ «علّم عليه» أي ضع عليه علامة تعرفه منها وليس علم عليه بالكويتي التي تعني فتن عليه وأفضحه.
شخصيا عملت بها ووضعت علامات كثيرة على من أعرفهم فمنهم من وضعت علامة صح كبيرة بجانبه لأني عرفت أنه أخو أخته، ومنهم من «اكست عليه» لأنه ما يسوى التالية من الغنم كما يقولون وبعضهم «ثقل بلا دفا».
وبما أني أتكلم عن العلامات فمن الطبيعي أن لكل شيء في الكون علامة نعرفه بها فكما يقولون «الليلة القمرا تبين من أولها» ولكن يجب أن أحذركم من بعض العلامات التي يضعها الآخرون على أنفسكم، ليوهموكم ويستغلون طيبتكم بتصديقكم لها ليتكسبوا منها.
بعض العلامات يجب أن أنبهكم عنها لأن هناك من يستغلونها لتحسبوهم من أهل الصلاح الديني أو الدنيوي مع أني مقتنع أن الصلاح الديني والدنيوي لا يفترقان فقد قال الأولون «الي يخاف الله لا تخاف منه» فما دام أنه يخاف الله فإنه لن يفعل ما يغضبه.
من الطرق الخبيثة التي يستعملها بعض النصابين تسخين البصل على جبهته لإيهام الناس أنها من كثرة الصلاة والسجود، واليوم ينتشر بيننا النصابون أدعياء الإصلاح، وبعضهم يعتبر من أكبر تجار الإقامات وتجده يتكلم عن الفساد ومحاربته وهو شيخ الفساد، وكم من شخص يتكلم عن المواطنة وهو يقتات على الفئوية والطائفية والقبلية.
هذه العلامات التي بدأ بعض من ذكرتهم «يطنطنون» بها هي علامات الخداع وأفضل من وصفتهم مقولة «أكثر المتحدثين عن الشرف هم أشخاص لم يجدوا الوقت الكافي لممارسته»، لقد وضحت لكم العلامات وانتبهوا من علامات النسر إن كان «ذهبي» أو «بصلي» فليس بينهم فرق.
أدام الله من كان يحارب الفساد الحقيقي، ولا دام من يمثل محاربته وهو يقتات عليه منذ صغره.
[email protected]