ألعاب التسلية الشعبية الكويتية كثيرة، ومن أهمها لعبة «الدامة» التي يقال إنها جلبت من بلاد الهند وعرفها أغلب الناس من خلال الأندية الصيفية قديما ولم نكن نعرف طريقة لعبها الصحيحة ولكن تعلمناها من خلال مشاهدة الآخرين للعبها.
الطريقة التي كنت أتبعها بتلك اللعبة في بداية تعلمها هي تحريك «الحطب» بنفس طريقة من يلعب أمامي وأفعل كما يفعل، وطبعا تلك الطريقة تجعل خصمك يتضايق من طريقة لعبك فهو يريد منك تحريك حطبة واحدة بطريق الخطأ ليهزمك فإن لعبت بطريقته سلمت من الهزيمة.
لقد استغربت من بعض من يدعون أنهم يعرفون السياسة وطرقها وفنونها ويتضايقون من سياسة الحكومة بأنها تلعب بنفس طريقة «الدامة» وبنفس طريقتهم وتلجأ لبعض التحالفات مع من يطلقون عليهم مسمى تكتلات سياسة في مجلس الأمة ويحرمون على الحكومة ما يحللونه لأنفسهم.
فكم من قضية أثيرت تحت قبة البرلمان وفشلت أو نجحت بسبب تحالفات تلك القوى مع بعضها رغم أنها مختلفة في المصالح والتوجهات وقد حدث هذا الأمر في كثير من القضايا، مثل قضية الداو كيميكال وتحديث «الكويتية» وقضية التأمينات الاجتماعية وفي كثير من الاستجوابات والترضيات منذ بداية الحياة في الكويت وقبل أن نولد، وفهمكم كفاية.
لقد ذكرني أطفال السياسة بالمبدأ الذي يلعب به الصغار «يا تلعبون معي بالطريقة التي أريدها أو أزعل عليكم» إن كنتم تريدون السياسة فهذا ديدنها وطريقتها منذ بدأت البرلمانات في العالم وليس في الكويت فقط وتذكروا أقدم تعريف للسياسة أنه لا صديق دائم ولا عدو دائم.
أدام الله من يفهم السياسة كما هو معمول بها ولا دام من يريدها حسب مزاجه وهو يأكل «الباجلاء» مع خالته الغالية.
[email protected]