من الطبيعي عند البعض أن تتغير المبادئ حسب المصالح، وقد تجد من يبرر له هذا التغير ولكن عليه أن ينتبه لسبب تغير مبادئه فلا يفرح بأنه بدلها من أجل إرضاء شخص أو مجموعة من الناس وقال لهم كما نقول شعبيا «ذنبك برقبتي» فليفطنوا لقول الله عز وجل: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم).
ففي حال قمت بظلم شخص لأن أحدهم أوهمك بأنه على حق فعذرك معك لأنك تعاملت معه على نيتك الطيبة، ونسأل الله أن يغفر لك ظلمك لأنهم خدعوك ولأن الله أخبرنا بأن الظلم ظلمات فإنني أرجو من الله أن يحمل من أوهمك أوزارك وأوزاره كاملة يوم القيامة، اليوم الذي لا ينفع فيها مال أو بنون.
ولكن المصيبة إذا كان ظلمك من أجل مصالح دنيوية لك، فحينها لن تجد من يحمل أوزارك وتتمنى وقتها أن تكون نسيا منسيا، وتذكر قول الله عز وجل (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)، فأنت من ظلمت نفسك ولن ينفعك ظلمك وبما أن بعضكم سيجد من يقول له ان الظلم في الآية الأخيرة موجه لليهود وليس للمسلمين فإن كنت من هؤلاء فأمرك إلى الله فهو الخبير بعباده وعليك من الله ما تستحق.
ذكرت لكم المبدأ الرباني عن الظلم ولدي قناعة بان بعضكم لم يقنع به ولكن المبادئ القانونية الدنيوية تصب أيضا في مصلحة المظلوم فمن مبادئ القانون المدني، أن الشك يفسر لصالح المتهم وكثيرا ما سمعنا رجال القانون يقولون «ان تبرئ ألف مجرم خير من أنك تظلم بريئا واحدا»، وفهمكم كفاية.
أدام الله من كان مبدؤه من أجل رفع الظلم عن الناس ولا دام من ظلم الناس من أجل إرضاء من لا ينفعه يوم الدين.
[email protected]