جرت العادة عند كثير من الناس أن يجعل البائع يقسم له بأن بضاعته حقيقية، ويطلب أن يكون قسمه بأمور يعتقد فيها البائع، وقد سألت ولدي صالح لأنه أعلم مني بالأمور الدينية عن طلبي القسم بغير الله، فأخبرني بأنه لا يجوز أن تطلب القسم بغير الله، فإن هذا هو الشرك.
طلب اليمين أو القسم شرط في كثير من الأمور، كالتوظيف أو التعيين، فنحن نقسم أمام المسؤول بالله العظيم الذي يعلم الجهر وما يخفى، ولا نقسم لهم بما يريدون كالقسم الذي نطلبه من باعة السمك أو اللحوم أو الخضار كما نفعل دائما.
كلنا يعرف نص القسم الدستوري الذي يؤديه رئيس الحكومة وأعضاء حكومته أمام صاحب السمو الأمير قبل أن يباشروا تسلم مهام عملهم في وزاراتهم، وهو يبدأ بالقسم بالله وليس بغيره.
وقد لفت انتباهي يوم الاثنين الماضي أن رئيس الحكومة سمو الشيخ جابر المبارك لدى استقباله من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، أشهد الله على نفسه ولم يطلب منه دستوريا أو شعبيا أن يقسم بالاستقالة، لكنه إبراء للذمة أمام الله ثم أمام الأمير، فقال «أشهد الله بأنه أخلص لتحقيق طموحات أهل الكويت».
لقد أشهد الشيخ جابر المبارك الله على نفسه وهو لا يريد من المنصب أن يصل إلى مكان يحتمي بحصانته عن القضايا المتهم بها، ولا يريد أن يزيد أرصدته كما فعل الكثير ممن يقسمون، وكأنهم يشربون لبن «العيران» التركي، وفهمكم كفاية.
وكم أتمنى أن تُسن هذه السُنة على كل نائب أو وزير أو مسؤول عند الانتهاء من المكان الذي أوكل بأن يتولاه، بأن يشهد الله على نفسه، وحينها نترك أمرهم إلى الله، فهو خير الشاهدين، ونترك من تعودنا أن يدفعوا عشرة دنانير كفارة لقسمه لتفيض صناديق الكفارات.
أدام الله من يقسم بقسمه لإرضاء الله وضميره، ولا دام من يقسم وهو ينوي دفع عشرة دنانير ويعتقد أنها تنجيه.
[email protected]