يقول المثل العراقي الشعبي «حقنا نريد وحق ما ننطي» ويقصدون أنهم يريدون لأنفسهم ولا يريدون أن يحصل غيرهم على شيء حصلوا عليه، وقد تذكرت ذلك المثل حين شاهدت البعض ينكرون ويهاجمون البيان الذي يقال إنه يدعو الى إقامة تجمع شيوخ ووجهاء القبائل.
بعضهم اعترض على هذا الأمر من مبدأ «مع الخيل يا شقرا» لأنه شاهد البعض معترضين فسار خلفهم وهو «يدودل» رأسه، وهي مفردة لا يفهمها إلا أبناء البادية، ومن يريد أن يفهم معناها فليتابع لنهاية المقال أو يبحث عمن يشرحها له الشرح الحقيقي.
أما النوع الثاني المعترض على هذا التجمع، فهو حاسد لهم لأنه يعتقد أنهم سيسحبون البساط من تحتهم فهم لا يريدون أن يكون لغيرهم أي شأن أو دور في الحياة ويريد أن يكون هو الوحيد الذي يقود الشارع وأنه يستطيع أن يؤثر في الرأي العام.
فجميع التجمعات والأحزاب وما يسمى جمعيات النفع العام التي تتعاطى بالشأن السياسي وجدت وأسسها أشخاص لديهم هدف رئيسي واحد بأن يستفيدوا مع مجموعتهم الضيقة ويستغلوا أي شيء من أجل الوصول الى مبتغاهم وهدفهم الحقيقي الذي لا يمكن أن يعلنوا حقيقته، ولن تجده مكتوبا في أي ورقة.
فمنهم من استغل الدين ولا يطبق منه إلا ما يخدم هدفه، ومنهم من تراه متدثرا بالوطنية الفضفاضة ويحارب كل ما لا يوافق هواه، ومنهم من يتكلم باسم الفقراء وهو لا يعرف ما معاناتهم، ولكم في التاريخ دروس وعبر ممن استغلوا تلك الأمور في الدول وكيف وصل حال أهلها، وليست تجمعات ترفض قيام تجمعات تنافسهم.
لا يهمني من يحارب التجمع الجديد من الذين لا يريدون إلا أنفسهم، فقد عرفنا حقيقتهم وعرُّوا أنفسهم بتصريحاتهم، ولكن ما يهمني من «يدودل» رأسه خلف من يستغلونه باسم الدين أو الوطنية أو المدنية وهو يعرف جيدا معنى «دودل» فحتما أنه تربى على الدودلة منذ صغره ويعرف أن مصيره للمسلخ من أجل مصلحتهم.
أدام الله الكويت من يرفض التجمعات على نفسه وعلى غيره، ولا دام من يدودل رأسه ولحمه محرم شرعا وفهمكم كفاية.
[email protected]