كثير من التسميات التي حصلت عليها الشعوب كانت بسبب أمور لن تجدها عند الشعوب الأخرى، فقد سمي الشعب الدنماركي بشعب الفايكنغ لأنهم محاربون أشداء حسب ما قيل عنهم وسميت بريطانيا بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس بسبب توسعها الاستعماري الذي شمل كثيرا من مناطق العالم.
حتى ان المناطق في بعض البلدان أخذت طبيعة اسمها بسبب البشر، وعلى سبيل المثال لا الحصر لدينا في الكويت أسماء غير رسمية لبعض الشوارع مثل شارع «نبصه» ويعرف الجميع سبب تلك التسمية وهناك مناطق كثيرة في الدول العربية سميت بسبب مماثل.
وبعد أن كثرت في أجهزة الهواتف الذكية المقاطع المصورة واتضح أن كثيرا منها غير حقيقي والقصد منها البحث عن الشهرة، فإن الناس أصبحت تشك بكل مقطع يشاهدونه حتى لو كان حقيقيا، ولن نلوم عدم التصديق فقد أصبح المبدأ الذي يقال دائما «عيال الحرام ما خلوا شيء لعيال الحلال» هو المبدأ الذي ينظر به أغلبية الناس لكم.
كثر الكذب وأصبح سمة واضحة بسبب مناخ الحريات في الكويت وهو أمر لا يعرفه غيرنا وإنني أتخوف من أن تلتصق بنا صفة الكذب ونلقب به، فقد أصبح الكذب من أساسيات الحياة مثل وجبات الطعام الرئيسية، فالنواب يكذبون على ناخبيهم والوزراء يكذبون بتصريحاتهم، أما من يدعون التدين ويكذبون فهؤلاء أجزم بأن لكل شخص منكم معهم حكاية وأتمنى ألا يكون كذبهم من مبدأ «الكذب ملح الرجال» فهذه مصيبة فكثرة الملح تجلب مرض الضغط ويا شين الجيكر إذا قام يتميلح.
لقد أصبح وجود الصادقين عملة نادرة ومن عجيب أمور الكذب أننا في الكويت أول من أنتج عملا دراميا تحت عنوان «ديوانية الكذابين» واليوم أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي ديوانية كبيرة يجتمع بها الكذابون الكويتيون من الجنسين مع موافقة أهلهم على الاختلاط.
أدام الله المحلوة والعملة النادرة التي نفتقدها ولا دام المملوحون الكويتيون.
[email protected]