أثناء فترة جائحة «كورونا» والحجر الصحي استنفر الجميع واجتهدوا لإيجاد علاج لهذا المرض الذي أرعب الناس بأعداد الوفيات والإصابات المتسارعة والكثيرة، فنرى جميع الدول اتخذت الاجراءات الاحترازية للتقليل من انتشار المرض مع التحصينات والتطعيمات للتصدي لهذه الجائحة والقضاء عليها، وإبادة هذا الفيروس الذي انتشر انتشارا واسعا مرعبا، والآن ما زلنا نعاني من تداعيات هذا المرض ومازالت المحاولات مستمرة للسيطرة عليه، وهذا أمر طبيعي يتخذه الإنسان وتحتمه عليه طبيعته البشرية التي خلق عليها فنراه يتحفز ويستنفر ويتأهب عند شعوره بالخطر وانعدام الأمن والاستقرار سواء من مرض أو أي طارئ يعرض حياته للخطر.
إذن، لابد لنا هنا من وقفة ولفت نظر.. ودق ناقوس الخطر وجرس الإنذار للاهتمام بهذا الإنسان والمورد البشري الذي يتكون من الأفراد الذين يكونون المجتمع الذي ينتمي له والعمل على تلبية حاجاته ومتطلباته بما يتوافق مع حقوقه المشروعة التي كفلها الله له، والعمل على تصحيح أي قوانين وتشريعات لا تتناسب مع إرادته الحرة سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات.
ولأن التصدي لما يطرأ على المجتمع من تحديات يوازي أهمية التصدي للأمراض والفيروسات لأنها جميعها تؤثر على سلامة الفرد وصحته النفسية والجسمية، وبذلك نعمل على المحافظة عليه وعلى سلامته، وبالتالي تنمية الإنسان الذي يعتبر اللبنة الأولى لبناء المجتمع وتنميته وتقدم الشعوب وتطورها، فلابد من توحيد الجهود وتكاتفها لإيجاد الحلول والمخارج لكثير من المشاكل والتحديات التي تواجه مجتمعنا وتمنع تطوره.
ولأن بداية مشوار الألف ميل تبدأ بخطوة، فلابد لنا أن نبدأ بالتغيير والبدء بإصلاح الذات، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن نركز على ما يهم الفرد ويقلق راحته وأمنه واستقراره والعمل على مشاركة من نعيش معه على قطعة من الأرض تجمعنا اسمها الوطن، وان ننبذ العنصرية والتفرقة وان نشاركه همومه واهتماماته وقلقه وأمنياته، وان نكفل له حقوقه وواجباته سواء كان مواطنا أو وافدا لأننا جميعا في مركب واحد اسمه الكويت، وكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خير قدوة، حيث قال في حديثه الشريف: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
فمن باب مسؤوليتنا المجتمعية لابد لنا من التعاون والتكاتف لإيجاد الحلول للمشاكل والتحديات والعقبات التي تواجه الفرد والمجتمع بأن يقوم كل منا بتحمل مسؤولياته من موقعه واختصاصه وتقديم التسهيلات التي من الممكن أن تسهم في القضاء على العقبات التي قد تكون حائلا وحاجزا لتطور الفرد، والعمل على إيجاد سبل تحقيق الأمن والأمان لكل من نتعايش معه على هذه البقعة الكريمة التي اسمها «الوطن»، فالوطن كلمة تعني البذل والعطاء والانتماء، وألا نتوانى في بذل الغالي والنفيس لتحقيق كرامة الفرد وعزة هذا الوطن الغالي، فكل عطاء نقدمه يعود علينا بالنفع والفائدة ويعم الخير على الجميع لأننا في مركب واحد وسفينة واحده اسمها «وطني الكويت».
[email protected]