كثيرة هي الابتلاءات، وكثير منا من يبتليه الله بمرض أو حادث يؤدي إلى فقدان حبيب أو صديق أو حتى ابتلاء بولد عاق أو بنت عاقة أو زوج أو زوجة غير صالحة تنغّص عليه حياته وتقضّ مضجعه، وكثير منا يفقد راحة البال والطمأنينة، إما لضيق ذات اليد أو نقص في الأموال أو التضييق بالرزق، فهل عرفنا لماذا يبتلينا الله بهذه الابتلاءات؟
وهل الله سبحانه وتعالى لا يحبنا أو يريد لنا العذاب والظلم؟
الجواب حتما لا، وحاش لله من ظلم عبيده، فقد كتب على نفسه الرحمة وبدأ آياته في قرآنه الكريم بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) فلم يذكر أي اسم آخر من أسمائه العلى إلا الرحمن الرحيم وأرسل رسوله بالحق فقال (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) أبعد هذا نقول عنه إنه يريد لنا العذاب أو أن يظلمنا؟! هل سألت نفسك يوما ما لماذا يبتليني الله بكل هذه الابتلاءات وأنا العبد المسكين الضعيف؟
تمعن وتمهل! وارجع البصر، وتفكر ببصيرة، الله سبحانه وتعالى بهذه الامتحانات والبلاءات يريد أن يقومنا ويريد منا أن نعود إلى أنفسنا وأن نحاسبها، فاسأل نفسك: ماذا فعلت حتى يبتليني الله بهذا الابتلاء؟
ما الرسالة التي أراد الله لي أن افهمها من وراء هذا الابتلاء؟
لربما يريد الله لك أن ترجع عن طريق سلكته ولا يناسبك وكانت إرادة الله بمنعك عن سلوك هذا الطريق أنه يريد منك أن تشعر بغيرك وأوجاعهم وآلامهم عندما يبتليك بمرض، أو يريد منك أن تشعر بمعاناة من هم أفقر وأضيق بالرزق عندما يمنع عنك مالا رجوته.
دائما تمعن برسائل الله وابتلاءاته فكل هذه الابتلاءات والمحن والصعوبات ما هي إلا انعكاس لأعمالك وتصرفاتك واختياراتك فقد أعطانا الله العقل لنتدبر وكرمنا على كثير من عباده بهذا العقل، وما هذه الابتلاءات إلا رسائل من الله لك للعودة إلى الطريق الصحيح وتصحيح النفس وتأديبها، فالله أعطانا حرية الاختيار فإما شاكرا أو كفورا وما هي إلا رد وجزاء على اختيارك الخاطئ في وقت سابق.
فنحن من نقرر مصيرنا عندما نحسن اختيار طريقنا، فقد قال الله في محكم كتابه (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) والله ليس بظلام للعبيد.
دمتم بخير وعافية.
[email protected]