«التسليم والقبول»، هو أن يسلم المرء أمره لله في كل ما يصيبه من خير وشر، وأن يقبل قضاء الله وقدره خيره وشره، وأن يرجع الأمر لله سبحانه، فالخير من الله نازل والشر من الإنسان صاعد لقوله تعالى (إنه كان ظلوما جهولا).
لأن الإنسان بجهله وعدم معرفته وتقصيره قد يظلم نفسه باختياراته الخطأ، وقد لا يفهم المعنى من التسليم والقبول ولا يستوعبه إلا في مرحلة من مراحل حياته يكون فيها استنزف كل طاقاته واجتهاداته في حل كثير من الأمور واستخدم الكثير من الأساليب للوصول إلى حلول للازمات التي تواجهه وإيجاد مخارج لها بعد أن أغلقت جميع الأبواب والنوافذ للوصول إلى حل لهذه المشكلات والأزمات، فهنا لابد له أن يتوقف ويسلم أمره لله، ويعلم أن الخير كله في قضاء الله وقدره، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
وقد عبر المتنبي عن ذلك بإحدى قصائده فقال:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فجميع ما يصيب الإنسان من خير وشر خير له، فأما الخير فهو زيادة لمعروف، وأما الشر فهو تأديب وتهذيب من الله سبحانه لعبده حتى يعود إلى الطريق السليم، وأن يأخذ الأجر على ذلك الصبر، فإن أصابه خير شكر، وإن أصابه شر صبر، ولله يرجع الأمر كله، فنشكره على فضله وعطائه ونصبر ونحتسب على قضائه وذلك هو التسليم والقبول.