من القدم اعتبر الناس الزمان والمكان شيئين منفصلين ومستقلين تماما عن بعضهما بعضا، ولكن تصور معنى انك واقف أمام ساعة تشير عقاربها الى الساعة الواحدة تماما وقت الظهر، ومعنى ذلك ان الصورة ضوئية لعقارب تلك الساعة تسقط على شبكية عينيك فترى العقارب على تلك الصورة ولو انك تحركت مع تلك الصورة بسرعتها ـ أعني سرعة الضوء ـ فإن تلك الصورة ستظل على حالها بينما الصور الأخرى التي تخرج من الساعة عندما تتحرك عقاربها بمضي الوقت لن تصل الي عينيك لأنك تتحرك بسرعة الضوء وهي نفسها السرعة التي تتحرك بها تلك الصور، معنى ذلك انك إذا ما تحركت بسرعة الضوء وفي اتجاهه فإن فكرة الزمن ستسقط بالنسبة لك ولا تعرف له معنى ويتحول كله الى مكان ممثلا في الانطلاق عبر الكون.
ولتقريب ذلك الى الأذهان نقول: لنفترض ان رجلا يتناول غداءه في عربة أكل بقطار يجري فهو يتناول الحساء أولا فاللحم ثم الحلو، وتتم هذه الحادثات كلها في نفس المكان بالنسبة للقطار، لكن في أزمنة مختلفة، وإذا كان هناك راصد على الأرض يتتبع الرجل فإنه سيراه وهو يتناول الحساء والحلوى في مكانين متباعدين بالنسبة له يفصل بينهما عدة كيلومترات، وهذا يدل على إمكان إحلال الزمان بالمكان والعكس بالعكس وهذا يعني ايضا عدم إمكان فصل الزمان عن المكان.