موطنهم الاصلي جنوب شرق اليمن، قدموا تباعاً الى الكويت لطلب الرزق خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، يأتون صغارا او شبابا ويعملون خدماً الا انهم بعد ذلك يصبحون باعة متجولين ثم شركاء مع اهل البيع والشراء ثم يفتحون دكاكين صغيرة يبيعون السلع الرخيصة، واشتهروا خلال القرن العشرين بنقل مياه الشرب على عربات صغيرة يجرونها وقد ذاع صيتهم بذلك.
لما كنت صغيراً في مستهل القرن العشرين كنت أراهم يتجولون في الشوارع ويبيعون الاواني ويصيحون «خوش بوادي.. خوش صحون»، وفي مستهل شهر رمضان كانوا يهزجون «شهر مبارك هيا شكر ما غوطة هيا». من عاداتهم انهم لا يحضرون نساءهم معهم فمن تقاليدهم ان المرأة لا تسافر.
اول ما يحضرون من اليمن يتحدثون لغة لا نفهمها لعلها لغة العرب العاربة. سألت احدهم كيف تقول «هات ماء»؟ فأجاب «ان كلبو»، لا يلبسون الملابس الصوفية، وفي العام 1943 حين تدنت الحرارة تحت الصفر بكثير مات بعضهم ومن عادتهم اثناء العمل أنهم يلبسون القميص مع الازرار.
اشتهروا بالامانة، وفي العام 1952 رأيت جماعة منهم يجلدون احدهم، فسألت عن السبب فأجابوا انه خان الامانة، لهم مسجد في القبلة يجمع بعضهم يسمى مسجد المهارة.
اين هم الآن؟ امتزجوا في المجتمع وتخلوا عن صفاتهم البدائية ولأمانتهم اصبحوا امناء الصندوق لدى التجار والشركات وبعضهم مراسلين، فمرحى بهم عندما قدموا الى الكويت في طلب الرزق ومرحى لهم الآن فهم خير الناس.