معركة الجهراء من أشهر المعارك التي خاضتها الكويت ضد الأعداء وحصل قبلها وبعدها مقدمات ومؤخرات لا تخفى على القارئ الكريم لذلك سأقتصر الحديث عن ساعة الصفر فيها.
كان الشيخ سالم المبارك الحاكم في تلك الفترة متواجدا ليلة الأحد 20/10/1920 في القصر الأحمر بالجهراء وكانت النساء والأطفال تحوطه من كل جانب ويروعهم الفزع والخوف والرعب مما قد يحدث لهم من العدو الغازي، كما كانت جموع من المقاتلين الكويتيين يحيطون بالقصر بانتظار هجوم الاخوان، وفي صبيحة تلك الليلة أرسل الشيخ سالم المبارك هيف الحجرف ليراقب حركة جيش العدو، وإذا به بعد فترة قصيرة يعود بجواده ملوحا بيديه يشير باقتراب جيش العدو ويزحف تجاه الجهراء ولم يمض وقت قصير حتى اشتبك الفريقان واشتد القتال كأشد ما قصّته الكتب عن المعارك، فبلغ عدد القتلى من الكويتيين 400 من أصل 3000 مقاتل وأكثر من النصف من أصل 4000 مقاتل من العدو، حينئذ طلب الشيخ سالم المبارك من الخيال مرشد الشمري ان يقتحم الصفوف بحصانه متجها إلى الكويت طلبا للنجدة فأرسل الكويتيون سفناً حربية مزودة بالمدافع عن طريق البحر ظنا ان معركة الجهراء ستطول بعد اشتباك الطرفين لكن الأمر لم يكن كذلك بسبب الرعب والفزع الذي نال العدو لسببين: أولهما صوت المدافع القادمة من السفن الكويتية التي جاءت للنجدة من البحر، وثانيهما صوت أزيز الطائرات البريطانية التي حلقت فوق معسكر فيصل الدويش مما جعلهم يجنحون الى الصلح، فقدموا شروطا للصلح تعجيزية وتكفيرية هي أصلا من الأمور التي كانوا سيملونها على الكويتيين ومنها:
1 ـ ترك المنكرات والتدخين.
2 ـ تكفير الدولة العثمانية.
3 ـ طرد القنصل البريطاني.
4 ـ هدم المستشفى الأمريكاني وطرد أطبائه.
5 ـ ترحيل الشيعة من الكويت.
وأطرف ما يختم به المقالة ما يردده الغزاة في هجومهم (إبراهيم عمود الدين ومحمد رسول الله هبت هبوب الجنة وينك يا باغيها).