صالح النغيمش
حتى هذه اللحظة لم تتشكل معالم حكومتنا الجديدة وكل ما يطرح من أسماء مجرد تكهنات لا أكثر، وهي في حقيقة الأمر ليست تكهنات فقط وإنما أغلبها إشاعات، وهذه ليست حالة مقتصرة على من يسوقون لانفسهم المكان المرموق للبحث عن موطئ قدم في هذا الزحام، فهناك الكثير من هذه الحالات التي تتعجب من نتائج تفكيرها.
وإن اكثر ما يسيء لأي حكومة هو انسلاخ بعض الوزراء وتقديم الولاء للحزب أو للقبيلة أو للطائفة وهذه طامة كبرى توجب علينا جميعنا التنبه لها حتى نتجاوز مرارة الخيبة التي لازمتنا في سنواتنا الأخيرة، وصرنا حبساء لتلك الخيبة.
ولا شك أن الوزراء الذين سيختارهم سمو الرئيس محظوظون جدا لأنهم جاؤوا بعد أحداث سياسية طويلة أفادت البعض بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنها أساءت للأغلبية الصامتة وللدولة بشكل مباشر، وبما أن هذه القضايا أخذت مساحة كافية من النقاش والجدل فلا بد من أن يكونوا نواة الإصلاح السياسي القادم وما عليهم سوى ألا يلتفتوا لحديث الديوانيات والمقاهي والمخيمات وأن يتهادنوا مع زملائهم في السلطة التشريعية ويعملوا على ألا يخلقوا اجواء مشحونة تعيد لنا أجواء الحل مرة أخرى.. فمن المعروف أن النائب يستطيع أن يخلق جوا مشحونا بمجرد رفض الوزير لتوقيع معاملة ما فيذهب باحثا عن دور بطولي لينتقم به من ذلك الوزير، والسبب حفظ ماء وجهه أمام ناخبيه، وهذا الأمر لابد من تجاوزه بوضع آلية تحد من التطبيقات غير الصالحة وتسعى في المقام الأول لصالح السواد الأعظم من الشعب.
حتى تدور عجلة التنمية مرة أخرى.
نعم أنتم وزراء الدولة ولا تريدون العودة لصراعات ليس لها أي داع.. فالتحدي اليوم هو تحدي الوقت وليس تحدي النواب «والشاطر يرضي الجميع»، فوجودكم يلغي المرضى واليائسين والمطبلين والسذج الذين سيحاربونكم لا محالة، واعلموا أن سمو رئيس مجلس الوزراء في أمس الحاجة للرجال الذين يعملون لمصلحة الدولة ويعملون على نهضتها.