صالح الشايجي
أظن ولا أجـزم بأن «المناضلين» في ساحـة «الدستـور» والملعلعين عند الصبح وحين العـشية بحمـايته من «عبث العابثين» وصـيانته ورش الملح عليـه «من العين» حتى لا تصيـبه عين حـاسد «ما صلى على الـنبي»!
أظن ولا أجزم بأن حبهم لهذا «الدستور» مثل حب المراهق، أو الحب الأول في حياة الإنسان، يحب دون أن يدرك لماذا أحب ومن أحب!
عشق طفـولي صغـير، حب مجنـون، وحب أعمى دون تبصر أو تعقل!
عشـاق الدستور ومـحبوه وحـماته، أعـماهم عشـقهم فصاروا لا يرون الحطب في عـينه ولكنهم يرون القذى في عـيـون الآخرين، ممن لا يـسيـرون على نهـجـهم في حب الدستور والإيمان به! ولكن. .
كلنا نؤمن بالدسـتـور وندعـو الى تعزيزه وتـفعـيل مواده، وهو ضمـانة لنا جميعا حكـاما ومحكومين، ولكن هذا «الدستور الحـبيب» مخلعة أبوابه، مـحطمة نوافذه، مشرخة جدرانه منذ زمـان زمين وعهد دفين، فأين أنتم يا عـشـاقـه وحــمـاته والسـابحين والمســبـحين بمواده والمتغزلين بحروفه والحافظين لمواده في صدوركم وعلى ألسنتكم؟!
حيـاتنا التي نحـياها وسـيوف القوانـين التي شرعـها مجلس الأمة على مـدى عمره والمقيدة لـلحريات والنازعة للصلاحيـات البشرية من المواطنين والمقيمين، هي جـميعا تشريعات غـير «دستورية» تمنع الإنسان حـقوقا أعطاها إياه الدسـتور الذي تعـشـقون وتحـبـون، تنامون عليـه وتصحـون!
فأين غيـرتكم على «دستوركم» الذي تحـبون وتدافـعـون عنه بكل مـا ملكت ألسنتكـم من ملكات في ليّ الكلام والقفـز إلى ميادين وسـاحات تختـارونها أنتم ولم تفرضها موقعة «الدستور»؟!
لا أؤمن بأحدكم مؤمنا بالدستـور، مادمتم انتقائيين في غيرتكم على الدستور!
وما دمتم تسكتون وتصمـتون بل تساهمون في إصدار تلك التشـريعات اللادستـورية وتنتهكون الدسـتور تحت شـمس الضــحى، ثم تتـبــاكـون عليـه حين يـنام الخلق فـتزعـجونهم بصـراخكم وعويـلكم وشق جيـوبكم ولطم خدودكـم على الدستـور الذي «سينتـهك» بينما انـتهـاكه العلني علـى أيديكم وأيدي جـمـاعـتكم، برد وسـلام على قلوبكم.
إذا كنتم صـادقين في حـمـاية الدسـتـور ومـؤمنين به، فاحموه أولا من أنفسكم ومن مجلس أمتكم، وانضموا الينا نحن المؤمنين الصامتين بالدستور والصامدين أيضا!