صالح الشايجي
الكويتي كـاتب بالضـرورة «جـينة» الكتـابة إحدى مكونات الإنسان الكويتي، هكذا يبدو وبدا مما تقرأه في صحافـتنا أو في صحفنا التي كانت خمسـا فصارت سبعا و«الحـبل على الجرار» أما عدد الكتاب الكويتـيين فـ «بسم الله ما شاء الله» لا يحصى ولا يعد!
الكل يكـتب في بلادنا، ورغم هـذا فـلا يوجــد كـاتب متـخـصص مهنـته الوحـيـدة في الحيـاة الكتابة، مـثلما هو موجود في بلاد الله الـواسعة والضيقة!
كل من له قريب أو نسيب أو حبيب أو «صاحب صديچ» في الصـحافة، فبـامكانه الكتابة بالبنط العريض أو البنط الدقيق ـ حسب الواسطة!
جلاس «التكايا» صاروا كتاب «زوايا» وصبية «العواير» غـدوا من أهل النخبة وصفـوة المجتمع ومفكريه وأصحاب الحل والعقد!
اكـتب ولا تهــتم يابن العم، فـهنـاك من يقـوم بالتــوضـيب والتــرتيب والتــصـويب، فـليكن «فـاعلك» مـنصـوبا! و«مـفـعـولـك» مـرفـوعـا، و«مـجــرورك» مـحــمـلا بكل حــروف «العلة» و«مجـزومك» يتحلى بـ «واوه» ويفخـر «بيائه» ويعـتز بـ «ألفـه»! ليس مـهمـا، فـهناك المهندس والمصــحح وابـن الحــلال الذي سـ «يديـر باله عليـك»! ويظهـــرك «طه حــسين» وان شـــئت «المعري»!
اكتب كـما شئت ومتى شـئت وكيفمـا شئت، لا يهمك كون جملتك الاسمية تئن من خلل لغوي، أو أن جملـتك الفعليـة منخورة الأحشاء، ومـصابة بكل الأمراض اللغوية! هزيلة كأنها قطة البخلاء، ومهزولة كأنهـا جنود «صدام المشنوق»، وهزلية كخطب «القذافي»!
لا تهتم بكل ذلك يـابن العم، فما عليك سـوى نية الكتابة، ونيـتك ـ إن شاء الله ـ سليمة، ومـا دمت قد نويت فـلا تفكر بأي أمر آخـر، لا تفكر كـيف تركب جملك وترتبها وتنسقها ولا تستخدم فنون البلاغة، ودعك من «الطباق» و«الجناس» فـتلك أمور اهترأت وعفا عليها زمن «البلاشـفة» و«البطالمة» و«الخمير الحمر» و«الصحافة الكويتية»!
لا تهـتم يابن العم، اكتب فـغيـرك ليس خيـرا منك. . فكلكم بـ «النشر» سواء!