صالح الشايجي
«من كان له فضل زاد فلـيعد به على من لا زاد له، ومن كـان له فضل ظهـر فليعـد به على من لا ظهر له» حديث شريف.
والفـضل هو الزيادة، والمقـصود من الحـديث الشــريف أن من كـان لديـه فـائض من طـعـام فليـتصـدق به لمن ليس لديه طـعام، وكـذلك من كـانت لديه زيادة في «الدواب» ـ وسـائل النقل ـ فليمنح ما لديه من زيادات لمن ليست لديه دابة.
ويبدو أن «حماس» الفلسطينية لديها «فضل» أو زيادة في أسلحتها المكدسة، رغم كل ما صرفته في حربها ضد «فـتح» وبقية الفلسطينيين، لذلك رأت أن ساحة «غـزة» اصغر كثيرا من «طاقـتها» ومخزونهـا الاستراتيجي الذي تتلقـاه من السيد «احمـدي نجاد» الذي يدفع لها على كل «شهـيد» يسقط من صفوفـها «مليون دولار»، لذلك ارتأت، وبتوجيهات من مجـاهدها الأكبر «خالد مشعل»، إن ساحـة لبنان تشكو من «نقص» في الأسلحة و«زيادة» في «المجاهـدين» المتبطلين العـواطلية والذين «مـا عندهم شغل جـهادي» لذلك امـضوا أوقات فـراغـهم بسـرقـة البـنوك، وهو نوع من الجهـاد الأصغر، حتى يحل مـوعد الجهاد الأكبر والذي يتمثل في مـحاربة الدولة اللبنانية ممثلة بجيشها!
ونظرا للظروف الراهنة والمنعطف الـتاريخي الذي تمر به الحـركـة الجـهـادية، فـقـد قـررت «حماس» التبرع لابنتـها «فتح الإسلام» بفائض الأسلحة المكدسـة في ورش غـزة وسراديبـهـا، محـاربـة الجـيش اللـبناني وقلقلـة الوضع في لبنان، فـكان مـا كـان يوم أمس الأول الأحد من مـعــارك في «نهــر البـارد» وجــوارها، ثم في «الاشرفية» ليلا.
«حماس» لا تستطيع أن تخـزن الأسلحة وقتا أطول، ثم أن مـخــازنهـا في غـزة فــاضت بتلك الأسلحة، والسـيد «نجاد» اشـترط عليهـا تنفيق الأسلحة وعدم تخزينها والا سيقطع الإمداد عنها، وبالذات حـكاية «المليــون» على كـل رأس! لذلك افـتعـلت قصـة «فـتح الإسلام» وأحداث الأحد الداميـة. واليوم «لبـنان» و«فتح الإسلام» وغدا «فـتـح» آخـر، ومكان آخــر! وعـاشت فـلسطين وليخسأ الخاسئون!