Note: English translation is not 100% accurate
مزيد من التقييد
السبت
2007/5/26
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : صالح الشايجي
صالح الشايجي
راحت ابنتي وصويحباتها وأصحابها يعدون العدة، ومنذ أشهر طويلة، لحفلة تخرجهم، فكونوا اللجان فيما بينهم وابتكروا أساليب لتنمية رأس المال الذي جمعوه قبل أشهر، حتى يعينهم على إظهار حفلتهم بالمظهر اللائق. كنّ وكانوا أثناء تلك الفترة فرحين وفي قمة سعادتهم، حيث أعدوا لذلك «اليوم الكبير» عدتهم وكل ما يستحقه.
لبسن غالي الثياب وتزيّن بأبهى زينتهن وتوجّهن الى مقر الحفل في أحد الفنادق الكبرى. وبينما هن في طريقهن إذا بالهاتف يرن لينعى اليهن عزيزهن الغالي، حفلهن النفيس الذي مات فجأة، وبعدما أصيب بالسكتة المباغتة ووري الثرى قبل أن تشتعل شمعة واحدة في مولده، أو تعلو زغرودة واحدة استبشارا بقدومه السعيد!
لنا أن نتصور مدى الخيبة والاحباط والقهر والاحساس بالضعف والهوان وانسحاق الكرامة الآدمية لدى تلك الثلة الطاهرة الشريفة النقية من الفتية والفتيات إخوان الدنيا والدرس والعلم، لا «اخوان الرضاعة»!
بعدما اتشح حفلهم بالسواد ووئد كما مولودة الجاهلية التي ما «سئلت بأي ذنب قتلت»؟! في صبيحة اليوم التالي أقرأ في الصفحة الاولى لإحدى صحفنا، خبر إلغاء الحفل بفضل جهود حميدة محمودة كريمة مكرمة لأحد أعضاء مجلس الأمة الذي ـ كما يقول الخبر ـ سعى ـ مشكورا مجزى خير الجزاء ـ في ذلك الاتجاه، ونجح من خلال «تنسيقه» مع وزيرة التربية، فولّد الحسرة والمرارة والضيم والحيف والجور في نفوس تلك الثلة الطاهرة الشريفة من أبنائنا وبناتنا ومعهم زملاء لهم من جنسيات عربية وأجنبية!
أسوق تلك الحادثة المفجعة التي لم يسل فيها دم أحد، ولكن سالت بسببها وديست كرامات الناس وحرياتهم وقيدت اراداتهم، في بلد لا يفتأ يدعي ـ بلا خجل ـ الديموقراطية! فأي ديموقراطية تسحق حريات الناس وتدوس كراماتهم بتشفّ وغلّ وحقد؟!