Note: English translation is not 100% accurate
عن مصر أتحدث (4 ـ 4)
الأربعاء
2006/9/27
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 2057
بقلم : صالح الشايجي
قال لي يحدثني المثقف المصري: «ان مرحلة حسني مبارك هي مرحلة إعادة الرأس الى الجسد»!
سألته ـ وقد اعجبني التعبير: كيف؟
هل لك ان تشرح لي بلاغة جملتك هذه وتقربها الى الواقع؟
قال: كنت ناصريا بل ومن اشد مناصري الناصرية واكثر الناس ايماناً بعبد الناصر والتصاقاً بمبادئه وسياساته وخطواته، ولكنني اكتشفت ان ذلك الاعجاب كان مبعثه العاطفة لا العقل وكان انجذاباً غريزياً لا عقلانيا، وبعدما تفتحت مداركي اكتشفت ان عبدالناصر أقحمنا في جوف النار واقام حولنا اسواراً مدببة شائكة وعزلنا عن العالم وعن الحياة..
واستطرد وزاد في قوله، حتى وصل الى مربط فرس كلامه: اختصاراً اقول لك:
لقد فصل عبدالناصر رأس مصر عن جسدها!
محا كل ذلك الماضي المصري التليد وتنكر له واراد ان يوحي انه هو من خلق مصر من التراب او من العدم.
فلما جاء «حسني مبارك» جاء بإرث مصري عريق وسعى الى اعادة الرأس الى الجسد، فربط بدقة بين ماضي مصر وتراثها الحضاري وواقعها، ورمم ما هدمه عبدالناصر من جسور مع الحياة.
لم استطع ـ ازاء ما قاله صديقي ـ الا ان اوافقه عليه، لان مصر في عصر حسني مبارك عادت كما كانت قبل الانقلاب التموزي الناصري، عادت لها عراقتها السياسية، بما تمثله من احزاب تتعاطى السياسة بقنواتها ودون اسقف وطيئة او دون خطب محددة الالفاظ والتوجهات والاهداف، فضلا عن صحافة حرة يظللها سقف عال يكاد لا يرى من الحرية والمهنية، وان كانت مثل هذه الحرية لم تمنع المتسلقين والفاشلين والمتنفعين من ركوب قطار الحرية!
ولكن من قال ان الحرية قطار للانقياء والشرفاء فقط؟
ان الحرية قطار يضم الجميع فمن فشل في تسييره سقط اسفل عجلاته وطحنته تلك العجلات!
اقرأ أيضاً