صالح الشايجي
قلت له: يا ولدي إن تسألني عن خير الغناء، فهو الغناء الذي قلّ طبّالته وزاد زمّارته!
قال زدني يا أبتاه فهما!
قلت: الطبل هو للتوقيع وضبط الزمن والمازورة الموسيقية، ولا يعتبر من آلات الطرب، فهو أشبه ما يكون بالبوصلة التي تهدي رِكاب الزمّارين وأقصد بهم عازفي آلات النفخ أو الآلات الوترية كالناي والعود والكمان وما إلى ذلك، حتى يوّحدوا دخولهم وخروجهم في الجملة الموسيقية، لذلك سُمي ضارب الطبل بـ «ضابط الإيقاع»!
وكما ترى يا بني فإن الطبل، على رغم ضرورته، فهو لا يدخل ضمن آلات التطريب، لذلك فإن كثرته في الجوقة الموسيقية تخفف الطرب وتنزع عنه صفة الأصالة، وهي حيلة لجأ إليها المغنون المحدثون، حيث ترى في أغانيهم علو صوت «الطبل» وكثرة «الطبالين» وذلك ليداروا عيوبهم الصوتية وتواضع إمكانيات أغانيهم وجملهم اللحنية وحتى ينقلوا آذان المستمع الى أماكن أخرى فيهزون أجساد السامعين بدل ان يجذبوا أرواحهم بروعة النغم وحسن الأداء!
ولعل ذلك المثل تتجلى صحته إذا ما قارنّا أغاني أهل الطرب الأصلاء من أمثال فيروز وأم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش بأغانيهم المتجلية والتي يؤدي فيها «الطبال» دوره الإيقاعي والانضباطي فقط ولا يحاول سرقة أسماع الناس على حساب اللحن الأصيل الذي تؤديه الآلات الموسيقية.
قال: وهل كثرة «الطبالين» تعتبر مفسدة؟!
قلت: نعم يا بني!
قال: وماذا عن «الزمّارين»؟!
قلت: هم خير من «الطبالين» و«المطبلين» الذين يسرقون جهود الآخرين أو يتسترون على عيوب المقصرين!
فشكرني وقبل يدي وانصرف «يطبّل»!