صالح الشايجي
سماء الفن مازالت تمطر فنا أصيلا وراقيا، وليس صحيحا انها تمطر فنا رديئا وغناء سقيما واصواتا نهّاشة ونبّاحة وموّاءة فقط!
كل القصة وما فيها، ان الغث بات كثيرا وكثيرا وكثيرا، ومقابل فضائيتين - فقط - تبثان الطرب الأصيل الذي لا يخلو بعضه - مع الاسف - من غث وغثيث وسقيم، فإن هناك عشرات ان لم تكن مئات من الفضائيات الخاصة بنشر الملابس الداخلية لمطرباتها! وعند بنات العرب فإن عرض الداخليات يغني عن كل عرض خارجي، بما في ذلك الصوت، حيث يكون الصوت ساعتذاك غير مطلوب وغير مرغوب، مادامت فاتنات العرب يغنين بأجسادهن التي توالت عليها ايادي الجراحين ومباضع النطاسين، كي يصلحوا الانوف المعوجة وينفخوا الخدود المطمورة ويرفعوا الحواجب ويكنزوا الصدور بـ «السلكون» واخوات «كان» وبنات «إن» فيصبح خبر الواحدة منهن «منصوبا» ومبتدؤها «مرفوعا» وحسبما تقتضيه الحاجة.
المهم ان سماء الفن - اعود واقول - مازالت تمطر ذهبا فنيا والفن مازال بخير، ولكن لان الكثرة فاسدة وممجوجة فإن المرء يظن ان الفن الاصيل والطرب الحقيقي قد ماتا وسجّيا ودفنا! هذا ليس صحيحا لانه مقابل عشرة ملايين اغنية فضائية طيارية لصاحبها او صاحبتها ذلك او تلك، هناك عشر اغان وربما اقل من الغناء السليم والجميل، ولكن الكثرة - كما قيل قديما - تغلب الشجاعة، وكذلك فإن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، ولكنها لا تعدمها.
فيا أهل الفن غنوا حتى تجمّلوا لنا الحياة، ويا مغنيات «الڤيديو كليب» ومغنيه بإمكانكم الغناء ولكن وانتم صامتون، تكفينا صوركم، اقصد صوركن!