صالح الشايجي
ما أصعب أن توضع بلادك في موضع النقد والتوبيخ واللوم والتحسر عليها، من قبل الآخرين الذين أنت موقن تمام اليقين أنهم محبون لها، لا شامتون ولا متصيدون لعثراتها! ورغم أنك تسمع مثل ذلك اللوم فأنت ساكت تمضغ حسراتك ولا تستطيع الرد أو التفنيد لأن كل ما يقال هو حقائق خلقتها بلادنا وليس اتهامات وظنونا ألبسها أولئك البعض بلادنا.
في دول مجلس التعاون، وأينما حللنا في واحدة من تلك الدول، نجد المحبين لبلادنا من حيث هي مشروع تحضيري، راهنت عليه دول المجلس من أجل أن يكون قدوة تسير عليها بقية دول الخليج، نجدهم يتحسرون على بلادنا وما أصابها من نكوص ومن تراجع بسبب ذلك التناحر القائم والذي أشبه ما يكون ببرج الكويت الرابع، بل هو يجبُّ الأبراج الثلاثة الأخرى ويقصيها عن شموخها وعلوها وكونها رمزا كويتيا معماريا، فصار ذلك التناحر هو الرمز الكويتي الفعلي والحقيقي والمسيطر على الحياة في بلادنا!
يقول أحد الاخوة الخليجيين وهو مسؤول مصرفي كبير: إننا نرفض تقديم تسهيلات وقروض لمشاريع كويتية، والحسرة تملؤنا، لا لشيء ولكن لأننا نخشى أن يجهض المشروع فتترتب على ذلك صعوبة استرداد أموالنا التي كنا منحناها تلك الشركة، رغم ما تقدم من ضمانات.
إذن سمعة الكويت المالية والاقتصادية والتجارية باتت مهددة تشوبها الشوائب وتحيط بها الشكوك من كل صوب، وهذا هو سبب تخلفنا حتى على المستوى المعماري والإنشائي، حيث اتضح أن الكويت هي أقل الدول الخليجية إنجازا للمشاريع.
مثل هذه الحقائق الصادمة يجب أن تدفع المسؤولين وأصحاب القرار للتحرك، فليس معقولا ان نرهن مصالح بلادنا ومستقبلها وسمعتها لمجاملة خمسين شخصا يمثلون ما يسمى بـ «مجلس الأمة» ويتسببون في مثل ذلك الانهيار المنظم لبلادنا!
لابد ان نعي وأن نتحرك قبل فوات الأوان، وقبل أن نقطع «أصابع الندم» والتي عضضناها بما فيه الكفاية وأصبحت الآن مرشحة للقطع بسبب كثرة العض!