صالح الشايجي
أقدم الاحترام لوزرائنا على «التعاطف» معهم، بل إني أقصي «التعاطف» معهم بعيدا بعيدا وأكاد أمحوه!
وزراؤنا «ماشون بدرب الزلق» لذلك عليهم ألا «يأمنوا الطيحة»!
أما «درب الزلق» الذي سقط على جانبيه «علي الجراح» و«أحمد العبدالله» و«معصومة المبارك» و«بدر الحميضي» ومن لم يعلق بالذاكرة من غيرهم، فليس هو ممارساتهم الوظيفية وقراراتهم في وزاراتهم وحسن أداء أعمالهم الوزارية أو سوءها، بل إن «درب الزلق» هو درب الوزارة، وبمجرد قبولهم بالكرسي الوزاري، فهم داسوا بأقدامهم وحل ذلك الدرب، وبالتالي فإن عليهم أن يتحملوا ما هو متوقع لهم، فهم جانون على أنفسهم - بمعنى أصح - وليسوا مجنيا عليهم!
ما يجب أن يؤمن به الكافة من أهل الكويت، أن العمل السياسي في الكويت هو نوع من العبث، إن لم يكن العبث عينه - لأنه لا قواعد ولا أسس ولا مقومات ولا قوائم يرتكز عليها هذا «العمل السياسي» وبالذات في القطاع الحكومي منه.
إن كل ما تعنيه «الحكومة» في الكويت هو وليمة جديدة تقدم لمجلس الأمة حتى يأكلها ويمصمص عظامها، دون حمد أو شكر!
وزراء يتقاذفهم أعضاء مجلس الأمة ويجعلونهم لعبة يتسلون بها، يتوزعون الأدوار في لعبة سمجة مملة معيبة، ضحاياها الوزراء الذين هم موقنون تمام اليقين أنهم سيتحولون إلى مجرد دمى وألعاب لدى الكتل البرلمانية، وأسهم ودماء تتوزع بين هذه الكتلة وتلك، حتى باتت اللعبة بالنسبة لنا نحن المواطنين مملة وكريهة وبشعة نكاد نشم منها رائحة الضحايا المسلوخة من الوزراء، لذلك نحن لا نتعاطف مع الوزراء لأنهم قبلوا أن يلعبوا أدوار الضحايا.
أي انهم لم يفاجأوا بما حل بهم! فمن المفترض أنهم يعرفون قبل أن يدخلوا «نعيم الحكومة» تلك الصلاحيات المطلقة لـ «النائب» في مجلس الأمة، والسماح له باستخدام الأسلحة كلها المحرمة والمحللة، بل إنه لا أسلحة محرمة عند النائب، فكل سلاح حلال بلال، يطعن بالسمعة والشرف ويتهم ويزوّر الحقائق ويذبح ويسلخ، وكل ذلك يتم تحت حماية الدستور، الذي قيل إن «الأمة» ستخرج عن بكرة أبيها، إن هو مُسّ بسوء!
اليوم «نورية الصبيح» وبالأمس صفوف وصفوف من الضحايا الوزراء، وفي الغد أيضا صفوف أخرى من الضحايا الساعين لذلك المصير! إذن «قلعتكم» و«تستاهلون»!