صالح الشايجي
هو من ذلك النوع الذي «إذا حدّث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف»!
فتان، نمام، حنان، زنان، رنان! يفتن وينم ويحن ويزن ويرن!
إذا كبر الامام أدبر، وان طبل الطبال زمّر! يصلي لأمر، ويزمر لأمر، حتى حق فيه قول القائل:
صلى المصلي لأمر كان يطلبه
فلما قضي الأمر لا صلى ولا صاما!
إذا نودي للصلاة هفا الى البيع، وان صام الناس عيّد، وان عيدوا ارتدى السواد، حزنا على فرح الناس!
طفيلي، فضولي، انتهازي، وصولي!
للفتان في كل عرس قرص، وله مئات الاقراص في عرس واحد!
تراه أول المعزين وحاملي النعوش وذارفي الدمع في كل مقبرة، ولكنه في داخله يسب الميت ويتمنى ان يحشر مع «كفار قريش» و«صدام حسين» و«مسيلمة الكذاب»!
في كل محفل تراه اكثر اناقة وحفاوة من اهل المحفل حتى تظنه هو صاحب الدار ومن يمين الاهل!
أول الداخلين لصالات الاعراس، وآخر الخارجين منها!
يطبع في اليوم الواحد آلاف القبل على خدود ضحاياه، ويسكب في آذانهم جملا دبقة وكأنما تغدى عسلا مغشوشا!
يخادع الكل ويغش الجميع ويبيع البضاعة ذاتها لكل من يقع تحت ناظريه!
لا يتخلى عن زينته الكاملة، بما فيها من بشت وبخور وعطور شرقية ودهن عود وورد!
يسكب على نفسه كل يوم قناطير الدهون حتى يبدو لامعا مصقولا!
مهمته السعي في الأرض لا لرزق ولا لخير، ولكن لبث الفرقة بين الناس واثارة الفتنة بين أهل الارض جميعا!
يفطر مع «الحريري» ويتغدى مع «عون» ويتعشى مع «هيفاء وهبي»!
تلك المواصفات ليست خاصة بشخص معين، ولكنها باتت صفات للكثيرين من الذين يعتقدون أن هذا هو طريق الحياة السالك! ربما هم محقون!