صالح الشايجي
«باك ستان» «باكستان» أرض الطهارة.
اقتطعها أهلها المسلمون وهم مجموعة من الهنود، أرادوا أن «يتطهروا» من إخوتهم في العرق، فأسسوا لهم دولة أسموها بذلك الاسم، وجعلوا «الطهارة» مسمى لها!
ذلك ليس بالتاريخ السحيق، بل منذ أقل من ستين عاما!
فماذا حدث للـ «متطهرين» من «رجس إخوانهم المشركين»!
خرج منهم قوم «يتطهرون» منهم أيضا! وبدمهم!
بعض «الطهارة» لا يكفي، كل «الطهارة» وإلا فهي الحرب والدماء والدمار!
آخر ضحايا «أرض الطهارة» امرأة تخمرت بخمار أبيض، لزوم محاكاة «الطهارة» المطلوبة، ولإعلان الهوية الإسلامية!
«بينظير بوتو» كان للعرب فيها ومنها نصيب، وبما ان كل شيء عربي، وكل ما يدب على الأرض ويتنفس الهواء ويتشمس الشمس ويقتمر القمر، هو عربي بالضرورة فإن «بينظير بوتو» هي بي «نظير» وليست «بينظير»، فنحن العرب كل شيء لنا، وكل من في الكون ملك لنا، نحن نختمه بختم الحياة، فكيف إذا ما كان هذا الـ «أحد» مسلما؟! ألم نعرّب «شكسبير» قبل «بينظير» بمئات السنين؟!
حمّى العروبة والتعرب حلت بالنخاع الشوكي لـ «أرض الطهارة» فتسوّس ذلك النخاع وسال دما في إثر دم!
«بينظير بوتو» امرأة، جاد الحق بـ «ضياء الحق» ليقوم بمهمة واحدة ثم يسلم الروح، أما تلك المهمة المقدسة فهي تعليق أبيها على منصة الموت! لماذا لأن «طهره» لم يكن كافيا بما تتطلبه «عادات أرض الطهارة وتقاليدها»!
أعوذ بالله، علماني اشتراكي في «أرض الطهارة»؟! إذن فإن نصيبه الموت!
وهكذا سجي على قاعدة الموت العريضة «ذوالفقار علي بوتو» وفي غيهب السجن كانت ابنته «بينظير»!
ونار الثأر لا تنطفئ في صدور النساء، فارتمحت «بينظير» رمحا، ورمحت في أرض السياسة، حتى تسلمت قلادة «الطهارة»، ثم قلادة الموت التي لا تبلى أبدا، لم يشفع لها خمار أبيض ولا تاريخ عائلتها العريق في بناء «أرض الطهارة»!
إن الشياطين لا ترضى بالقليل، تريد الكل وإلا فلا! درس لن يعيه أحد، واسألوا «أنور السادات»!