صالح الشايجي
الاهم من الديموقراطية هو معرفتها - اولا - والوعي بها - ثانيا - !
ان الديموقراطية اذا ما كانت مجرد شعار مثلما هي في كثير من الدول العربية او اذا ما كانت ديموقراطية معوجة او سلطوية مثلما هي عندنا، فإن ضررها يكون اكثر كثيرا من نفعها!
والديموقراطية هي سيادة وحرية وتساو في الرؤوس والمقامات، حيث تتيح لكل فرد ان يكون مساويا للآخر بشرط تملكه ادوات هذا التساوي.
ان البعض - وانا منهم - لا يؤمنون بالديموقراطية المنقوصة او المعوجة والتي ارخت عنانها وسلمت زمامها لمن هو اساسا ليس ديموقراطيا ولا يؤمن بالديموقراطية، بل هي بالنسبة له مجرد جسر يعبر عليه، وصولا للهدف الذي يسعى اليه والذي يتناقض تماما مع الديموقراطية! وهذا ما هو حادث في ديموقراطيتنا التي سلمت زمامها للمجاميع المحافظة في البلاد والتي اتاحت لها هذه الديموقراطية وبكل طوع وانقياد، فرصة الانحراف بها عن التنامي الديموقراطي الحقيقي.
ان ما حدث عندنا هو نكوص وتراجع للحقوق الاجتماعية والفردية والثقافية التي من المفترض ان تنمو وتزدهر في ظل الديموقراطية، وهذا ما يجعلنا نصف ديموقراطيتنا بالمعوجة.
ليس هناك انسجام او تناغم بين من يتصدون للانخراط في العمل الديموقراطي من خلال عضويتهم في مجلس الامة، والديموقراطية بمفهومها المعروف، بل انهم يختصرون الديموقراطية إما بالمنفعة الشخصية المباشرة لهم والتي تتحقق من خلال عضويتهم في البرلمان او من خلال اجندة سياسية ضاغطة تتنافر مع الديموقراطية من حيث هي ساحة بيضاء وبقعة ضوء في المجتمع تتساوى فيها الفرص لجموع الشعب، ولا تمكّن القلة من الهيمنة على المجتمع وتوجهاته، لأن الديموقراطية اساسا هي الحفاظ على حقوق الاقلية، فكيف - إذن - اذا ما فرطت بحقوق الاغلبية؟!