بقلم: صالح الشايجي
توفي قبل أيام المعمر السعودي الأكبر في العالم عن 154 عاماً!
نشر الخبر موقع «العربية نت» والذي يتيح لقرائه نشر تعليقاتهم على الخبر الوارد، وكان جل التعليقات ترحما على الرجل ودعاء له، ومعظم اولئك المعلقين المترحمين كانوا من السعوديين والمواطنين الخليجيين، ولكن ما يؤسف المرء ويحزنه ان تعليقات أخرى كشفت أوجها قبيحة وأنفسا مشربة بالحقد والسواد والتعالي الفج الكاذب، وجل هذه التعليقات من إخوة لنا، عرب مثلنا، ودماؤهم من دمائنا وملتهم ملتنا، نشاركهم ضراءهم ونحمل مصابهم ونكفكف دموعهم كلما سكبها قدر طاش بسهمه فأصاب منهم موجعا.
جاءت تلك التعليقات وكأنها تتشفى في رجل مات ولم يكن قد عاش كل ذلك العمر الطويل بإرادته ولكن الله وهبه تلك الفسحة الاستثنائية في العمر، عاش عمرا لم يمده بيديه ولكنها إرادة الله في خلقه، بينما الإخوة الشامتون راحوا يرمون الرجل المتوفى بالتزوير ويشككون في عمره، رغم أن موسوعة غينيس للأرقام القياسية قد اعترفت به كأكبر معمر في العالم وذلك قبل أربع سنوات وحين كان عمره 150 عاما، ولكن الشماتة والقلوب الحاقدة لا ترى ذلك وتلقي صفحا عما سجلته «غينيس» التي لا تأخذ الأمور على عواهنها ولكنها تدقق وتفحص وتمحص المعلومة قبل إعلانها.
وتلك الشماتة العربية «الأخوية» كلها مردها إلى أن هذا المعمر كان خليجيا أو أنه ينتمي إلى دولة ليست من الدول التي ينتمون إليها، وكأنه لا حق لنا في أن تحدث لدينا ظاهرة نادرة! حتى الموت استكثروه علينا، وربما لو كانوا يعلمون ان الرجل كان سيعيش كل هذا العمر لامتدت إليه أيديهم تزهق روحه مبكرا حتى لا يبقى حيا كل هذا العمر وبالتالي يصير حادثة نادرة.
لم أستطع ان أتوصل إلى تحليل علمي ومنطقي للنظرة السلبية التي يرمقنا بها الإخوة العرب نحن أهل الخليج والجزيرة العربية، فنحن لولا النفط لما كنا بشرا ونحن متخلفون ونحن سذج وأغرار نباع بكلمة غاوية ونشرى بمثلها، وربما هم لا يعلمون أنهم منا وأن جذورهم من هنا فإن عابونا فقد عابوا أنفسهم، أما نحن فلن نعيبهم لأنهم منا ونحن لا نعيب أنفسنا.
[email protected]