صالح الشايجي
كل من أمسك بالقلم ـ «والنون وما يسطرون» ـ في صحافتنا، ظن أنه ملهم أو مرسل من أعلى السموات، لإصلاح شؤون الأرض!
قال محمد الفايز «عجز الأنبياء أن يصلحوا الأرض فماذا في حكمة الحكماء»؟!
«عوير وزوير والمنكسر واللي ما فيه خير» كل منهم يظن ذلك الظن، لذلك أجهدوا أنفسهم وسهروا الليالي طالبين العلا، وشرعوا يفكرون ويفكرون ويفكرون، ويقدحون زناد أفكارهم، ليقوموا بأعباء تلك الرسالة العظيمة التي ألقيت على كواهلهم!
فهذا النابت في وجهه شعر ضال، يريد فرض الوصاية على بنات الناس، يعلمهن ماذا يلبسن وكيف يمشين «على العجين وما يلخبطهوش» وكيف يتكلمن ويأكلن ويذهبن ويجئن، وإلاّ فإن النار بانتظار أولئك الكاسيات العاريات! ولا ينسى أن يعرج على عباد الله من جنسه ليعلمهم ما علم أخواتهم، وإلا فإن النار تقول «هل من مزيد»؟!
وذاك يريد أن يصلح مجلس الأمة والمجلس البلدي ومجلس التخطيط ونظام التأمينات الاجتماعية، ويقوّم أداء ديوان المحاسبة وتنظيم البيع في سوق الخضار وتعديل نظام المرور ومرور الطائرات في الأجواء الدولية، ولا يغمض له جفن حتى يرى الأمور تسير وفق هواه وكما أراد واقترح وعدّل من قوانين!
وآخر يريد أن يدخل بين رئيس الوزراء و«بشته» كالذي يدخل بين «البصلة وقشرتها»! وزّر هذا ولاتوزّر ذاك، إشارة حمراء أمام المحاصصة، إشارة خضراء أمام «رفيجي» و«كتلتي» و«جماعتي»! أو أن المنصة أو المقصلة بالانتظار وحبالها من مسد وسكينها من حديد مصقول مسنون!
كتابات تطير بلا أجنحة ولا تستقر على الأرض يحملها أصحاب الرسالات أولئك الذين هبطوا علينا في الهزيع الأخير من الزمن المر! فلا حول ولا قوة إلا بالله!
وأرجو أن تساعدنا الأزمة الاقتصادية العالمية فتتدخل لإنقاذنا من أولئك الحكماء! آمين، اللهم آمين!