صالح الشايجي
انجلى غبار المعركة الانتخابية وهمدت نارها وسكتت أصوات المرشحين وارتاحت آذان الناخبين، وفاز من فاز بنعيم المجلس النيابي وبالسلطة والجاه والسطوة واعتلاء رقاب العباد الصالحين وسومهم سوء العذاب.
المحللون الذين سيبنون تحليلاتهم على ضوء النتائج التي أفرزتها الانتخابات، وسيعلّقون «معلّقة فوز النساء» فوق ألسنتهم ليسرحوا في عالم التحليل ويمرحوا ويصولوا ويجولوا، نتمنى عليهم أن يريحوا أنفسهم ويريحونا، بل نتمنى أن يتمتعوا بإجازاتهم الصيفية من الآن!
«صبه حقنه لبن» و«عنبر أخو بلال» ذانك مثلان كويتيان، يصلحان لأن نطلقهما على مجالس أمتنا السنوية! فالناتج لبن سواء صببته أو حقنته، و«عنبر أخو بلال» بالتطابق التام والكامل، وربما كانا توأمين! فلذلك كله أرجو من السادة المحللين الموجودين في الفضائيات و«ضواحيها»، والصحف جديدها وقديمها، أن يريحوا أنفسهم ويريحونا من محاولة التحليل والتنظير والتبصير والتنجيم!
العلة يا سادتي المحللين لا تكمن في الأسماء التي تدفعها صناديق الاقتراع إلى قبة البرلمان، ولا الحل أيضا يكمن في تلك الأسماء، لأن الأسماء لا تداوي جراحا عميقة في صلب الديموقراطية الكويتية وفي قلبها، وأمهر الأطباء والنطاسيين لن يستطيعوا معالجة جروح لم يعترف لهم المريض بها، ولم تستطع الأشعة والسونار اكتشافها لأن التشخيص والبحث عن مكمن العلة يتمان خارج المنطقة المعطوبة.
إن المعطوب في ديموقراطيتنا هو الديموقراطية ذاتها والتي اكتفينا منها بالانتخابات ونتائجها، ثم قلنا «بس خلاص» ورحنا نتشدق بديموقراطيتنا التي ليس لها من نظير في عالم المشرق وربما المغرب، متناسين ان الديموقراطية لا تسلب الناس حقوقهم وحرياتهم وكراماتهم وانها ليست وصاية القلة على الأكثرية.
وأكاد أكشف ما سيحدث في الجلسة الأولى للمجلس الجديد وكأنني أراه: مجموعة من النواب سينسحبون احتجاجا على «سفور» العضوين الانثيين الجديدتين «رولا» و«أسيل»!
أما «رولا» فقد يتم توزيرها كوزيرة للاقتصاد، ولكن مجموعة الانسحاب لن توقف انسحابها أثناء قسمها تكرارا لسيناريو «نورية الصبيح» و«موضي الحمود»!
يا سادتي وسيداتي الكويتيين تصبحون على ديموقراطية.. إن شاء الله!