صالح الشايجي
لعل من حسنات انتهاء «العرس الديموقراطي» الموسمي، اننا ارتحنا من الفضائيات الانتخابية ومذيعيها ومقدميها ومحلليها و«محرميها»!
لقد هوى بعض تلك الفضائيات ومذيعيها بالاعلام الى الدرك الاسفل او ربما ما دون ذلك بكثير، وأرتنا عجائب الدنيا السبع التي لم تخطر ببال من صنّف تلك العجائب ولم يخطر بباله ان عجائب فضائياتنا تتفوق في عجائبيتها وغرائبيتها، على عجائبه السبع وحتى لو زادها الى السبع والسبعين!
مذيعو بعض تلك الفضائيات من ذلك النوع من الناس الذين قد تراهم في كل مكان على وجه البسيطة! فقد تراهم ـ مثلا ـ يحدقون في المحيط المتجمد الشمالي، او يشوون الاسود في ادغال افريقيا، او يحسبون رمل الربع الخالي، او يُحلّون المحيط الهندي بسكر قليل السعرات! وربما تراهم فوق سطح القمر يحذفون الارض بحجر من المريخ! كل هذا محتمل ومتوقع وتقبله إذا ما رأيتهم في تلك الاماكن، اما ما لم يخطر على بالك ولا بالي ولا بال احد من البشر، ان تراهم مذيعين فضائيين ومحاورين يحاورون الضيوف ويطلون على الناس الابرياء من الشاشة الفضية الفضائية!
بينهم وبين علم الاعلام ما بين البشر وقوم «يأجوج ومأجوج»، ولو رآهم الاسكندر الاكبر وهو في طريقه الى الهند لجمعهم و«حطهم تحت الساس»! ولكن «الشيطان الرجيم» الوسواس الخناس، هو الذي وسوس لهم واشار عليهم بالعمل في بعض فضائياتنا الانتخابية «اللي ما ترد احد»!
زملاؤنا الكرام اولئك، لم يعرفوا ولا يعرفون ولن يعرفوا، ان هناك لغة يتحدثها البشر اسمها اللغة العربية، وان هذه اللغة تتألف من ثمانية وعشرين حرفا، لذلك فهم يتحدثون ـ على ما يبدو ـ لغة «يأجوج ومأجوج» والتي لا يفهمها الا هم وحدهم!
يتعاملون مع ضيوفهم، على اعتبار ان «الضيف» دمه وماله حل لهم، لذلك فهم يسلخونه سلخا بلغتهم «البلاستيكية»! احدهم وجه اتهاما مغلوطا لضيفه، فأخذ ضيفه يشرح لمدة ساعة وصحح له معلوماته المغلوطة، ونحن ـ كمشاهدين ـ ومعنا النمل والفراشات الطائرة والعقبان والغربان، فهمنا الحقيقة واستوعبنا كلام الرجل، ولكن المذيع الكريم عاد ليسأل ضيفه السؤال نفسه!