صالح الشايجي
خلال سنوات الظلام التي امتدت منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وحتى صحوة 16 مايو 2009 فتحت الحكومة أبواب البلاد على مصاريعها لمدعي الفقه وشيوخ الغفلة والمشعوذين، يعيثون في البلاد فسادا، لاسيما في اجهزتها الاعلامية الرسمية (الاذاعة والتلفزيون) لينشروا جهلهم ويسمموا افكار الغافلين من عباد الله الصالحين، ويكيلوا السباب والشتائم والتشويه لأصحاب التوجهات الحرة ورموز التيار التقدمي او اليساري حتى سمموا الافكار وشوشوا الصورة امام مشاهديهم ومستمعيهم.
والآن، واذا كانت الحكومة جادة في اعادة الكويت الى عهد النور والانتاج والانجاز وتبديد الظلام الذي حاك خيوطه اصحاب تلك التيارات، فإن عليها ان تفتح اجهزتها الاعلامية الرسمية للمفكرين والمثقفين من اصحاب الفكر التقدمي الحر ليكشفوا حقائق تلك التيارات وكيفية استغلالها للدين وفضح زعمائهم وشيوخهم واحزابهم التي اتخذت من الدين ستارا تتخفى وراءه لتنفيذ مخططها القائم أولا على قاعدة التجهيل وتجميع الانصار والمؤازرين والتابعين، وبعد ذلك التحكم فيهم واستغلالهم والتلاعب بهم كخيوط الدمى.
وكمثال على ذلك كشف تاريخ «الاخوان المسلمون» وكيف استغلوا الدين لتنفيذ مخططاتهم، والتعامل مع المجتمع بوجهين، واحد علني يدعو الى الدين والتقوى والهداية، والآخر سري منهجه الدم والارهاب والاغتيالات.
وكذلك لابد من العمل على تنظيف افكار العامة من ذلك التلوث الذي صبغها به فقهاء وشيوخ الدجل، وبالذات ما يتعلق بالحقائق الدينية البعيدة عن الخرافة والتصنيع لتستقر في أذهان العامة ويعتبروها من صحيح الدين.
ولابد كذلك من فتح الابواب لأصحاب الافكار المستنيرة والذين لهم دراسات وبحوث معمقة في التاريخ الاسلامي الصحيح ليحاضروا في البلاد من خلال ندوات وبرامج تلفزيونية وهم من أهل الاختصاص لا كأولئك المدعين المتطفلين على الثقافة الدينية والمتكسبين منها.