شكرا لك يا سيدي يا من رسمت لدولتنا «شعارا جديدا» ووعدتنا بـ «كويت جديدة».
في يقيني لا في ظني أنك قادر على صناعة «كويت جديدة» وأنك أهل لذلك، وما أطلقت شعارك إلا لأنك على قدر القول وأن فعلك لن يقصر عن قولك.
وخطابي لك يا سيدي ينطوي على رجاء وتمنّ، ولكوني مواطنا من أهل هذه البلاد وقد كتب الله لي أن أعيش زهوة بلادي وازدهارها وجمالها وحريتها وتفتحها، فإني أتمنى عليك وأرجوك أن تعود بنا الى تلك الكويت. نريد «كويتا قديمة» لا «كويتا جديدة».
نريد «كويتنا القديمة»
لا أقول ذلك من باب الحنين، لا أريد أن أعود إلى صباي وشبابي، ولا أريد أن أعود أصبح أمي وأتصبح بوجه أبي رحمهما الله، ولست في شوق إلى بيتنا القديم، ولست بكاء على الأطلال.
ولكن ما هدفت إليه هو أن تعود بلادنا سيرتها الأولى، منارة وإشعاعا وقبلة للأحرار ومقصدا للمبدعين.
نريد تلك الكويت التي كانت إذاعتها تسمع حتى في أقصى المغرب وكانت برامجها مراجع يعود إليها الباحثون والدارسون وطلاب العلم.
نريد تلك الكويت التي أنشأت أول تلفزيون في المنطقة، فبثت النور وبددت الظلام.
تلك الكويت الرائدة في المسرح والتي كان مسرحها مدرسة يتعلم فيها النظارة ورديفا للمدرسة وتفتح له بلدان العرب أبوابها وتفخر به وتفرح.
نريد تلك الكويت التي كانت مناهجها الدراسية تبني عقول الناشئة وتنثر الحب فيما بينهم ولا تفرق بينهم ولا تفضل واحدهم على الآخر.
نريد تلك الكويت التي ما كان فيها الذهاب إلى المسجد من باب الرياء والتباهي، ولا لمآرب أخرى، وكان فيها خطيب الجمعة أخا للمصلين ومحبا لهم ولم يكن جلادا يجلدهم بسياطه.
نريد تلك الكويت التي لا تفرض وصاية على الناس ولا تستصغر نساءها ولا تتفحصهن بمجهر.
نريد تلك الكويت التي كان وزراؤها من الصفوة والنخبة الوطنية ومن أهل الكفاءة لا من أهل الحظ والحظوة.
نريد كويتا كانت أغانيها نهمة بحرها وحداء صحرائها وأهازيج «بنات الحي» و«صبيان الفريج».
لنا «كويتنا» يا سيدي فأعدها لنا وكفاك ذاك فخرا.
[email protected]